المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2021

سيف من خشب.

صورة
 كان أبو بردة بن أبي موسى الأشعري يمشي يومًا خارج البلد، فرأى خيمة، فنظر بداخلها فوجد الصحابي الجليل محمد بن مسلمة يجلس منعزلًا عن الناس! فقال له: يرحمك الله يامحمد، اخرج إلى الناس وعلّمهم، فإن لك فيهم كلمة مسموعة. فقال محمد: لقد قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنها ستكون هناك فتنة وفرقة، فاضرب بسيفك عرض جبل أُحد، واكسر نبلك، واقطع وترك، واقعد في بيتك. ففعلتُ ما أمرني به الرسول. نظر أبو بردة فوجد محمد قد علّق سيفه! فأخذه وأخرجه من غمده، فإذا هو سيفٌ من خشب! فنظر لمحمد مستعجبًا. فقال محمد: فعلتُ بسيفي ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا السيف الخشب، أعددتُه لأخوّف به من يريد التعدي على.  كانت هذه الحكاية الحقيقية، في فترة من أصعب فترات المسلمين على الإطلاق، فقد كان الخليفة عثمان قد قتله الخارجين عليه.  ومن هذه القصة أقول لكم:  أعتزلوا الناس في الفتن، تحصنوا ببيوتكم والزموا صحيح الإسلام، لا يجرّنكم أحد إلى نقاش أو حرب أو جدالات، صونوا أقلامكم وألسنتكم عن الخوض فيها و .. أعدّوا لمثل هذه الأوقات "سيفٌ من خشب".

عقلية تاجر || (1) || "خلاصُك بين يديك".

صورة
 تركتُ له "قائمة الأسعار" فأخذها ووضعها في درج المكتب، وتحدثنا قليلًا في أمور هامة وغير هامة. لم يترك لي مجال لقراءة الأسعار أو توعيته بالمُنتجات، أحسن ضيافتي وأحسن تخزين القائمة الخاصة بالأسعار. مرّت الأيام ومع مرورها كانت تجارته تتتعرض للتقلص، والإنكماش، جلس يُفكّر كثيرًا ... ما الذي حدث لتجارته؟ لماذا لا يربح كالسابق؟ لماذا غيره ممن هم في نفس منطقته متميزون عنه؟. هداه تفكيره إلى: القيام بعمل دراسة للسوق، يكتب المنتجات الرائجة والأسعار المناسبة لها, يُفضِّل شركة عن أُخرى، يُقدم هذا ويؤخرُ تلك، حتى استقر على الشركة الأكثر طلبًا في السوق، وأخذ القرار بالتعامُل مع هذه الشركة. بحث هذا التاجر كثيرًا عن مُمثل لهذه الشركة، عن مسؤول مبيعاتها، عن قائمة أسعارها، عن الأسعار الخاصة بالتُجار. بعد الكثير من الجُهد المهدور، والوقت المبذول، والمال المجهولة سبل الوصول إليه، والسعادة التي غابت عنه كثيرًا بسبب الضائقات بجميع أنواعها، أخذ يرتُب أوراقه ويجمع المتفرق منها، فإذا بقائمة الأسعار التي تجاهلها سابقًا!. هذه هي .. وجدتُها .. كانت بين يدي .. كان هذا التاجر ُ كُلنا أو أغلبُنا! كُلنا نبحث...