سيف من خشب.

كان أبو بردة بن أبي موسى الأشعري يمشي يومًا خارج البلد، فرأى خيمة، فنظر بداخلها فوجد الصحابي الجليل محمد بن مسلمة يجلس منعزلًا عن الناس! فقال له: يرحمك الله يامحمد، اخرج إلى الناس وعلّمهم، فإن لك فيهم كلمة مسموعة. فقال محمد: لقد قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنها ستكون هناك فتنة وفرقة، فاضرب بسيفك عرض جبل أُحد، واكسر نبلك، واقطع وترك، واقعد في بيتك. ففعلتُ ما أمرني به الرسول. نظر أبو بردة فوجد محمد قد علّق سيفه! فأخذه وأخرجه من غمده، فإذا هو سيفٌ من خشب! فنظر لمحمد مستعجبًا. فقال محمد: فعلتُ بسيفي ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا السيف الخشب، أعددتُه لأخوّف به من يريد التعدي على. كانت هذه الحكاية الحقيقية، في فترة من أصعب فترات المسلمين على الإطلاق، فقد كان الخليفة عثمان قد قتله الخارجين عليه. ومن هذه القصة أقول لكم: أعتزلوا الناس في الفتن، تحصنوا ببيوتكم والزموا صحيح الإسلام، لا يجرّنكم أحد إلى نقاش أو حرب أو جدالات، صونوا أقلامكم وألسنتكم عن الخوض فيها و .. أعدّوا لمثل هذه الأوقات "سيفٌ من خشب".