المشاركات

أكـبر عائلة في العـالم!

صورة
الحمدلله رب العالمين، الحمدلله الذي أمر المسلمين بالتعاون لتحقيق كُل مُراد، والتكاتُف لنشر المُستفاد، القائل في محكم الكتاب: "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ". اللهم صل على سيدنا محمد، واجزه عنا خير ما جزيت نبيًا عن اُمته، ورسولًا عن دعوته، واجعلنا "جسدًا واحدًا" كما شبهنا وقال في الحديث الشريف: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى". وبعد: تحدثتُ في أربعة مقالات سابقين تحت عنوان "لك عزيزي الباحث" عن الشغف الصحي، والدافع، وزاد الطريق، والإبحار. تستهدف كلها طالب العلم الحقيقي، الذي لا يبحث إلا عن الحقيقة، يدور معها حيثُ دارت، يستأنس بالكتاب، ويستلذ بالمسائل والتحقيقات، ويفرح بالنتائج ويتوق لاستكمال البحث في التوصيات. وكنتُ قد أشرتُ في آخر مقالة أن السلسلة تبقى لها مقالة واحدة. إلا أن شغلني عن كتابتها ما اللهُ أعلمُ  واليوم أتحدث في مو...

الإبحـار || سلسلة "لك عزيزي الباحث" || (4)

صورة
  الحمدلله رب العالمين، القائل في محكم تنزيله: "فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يُحب المتوكلين". والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين، وخير رسل الرحمن ولا شك، وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. رفيقي الباحث ..  حان الآن وقت الرحيل، فلقد تجهزنا نفسيًّا ومعنويًا بالدافع والشغف الصحي، وتجهزنا ماديًا بزاد الطريق، ولم يتبقى بعد التوكل على الله إلا أن نُبحِر. أستعرض في هذا المقال كُل ما يتعلق بكتابة الرسالة العلمية السليمة؛ لذلك فهو مقال هام لكلٍ من (الطالب الجامعي - الباحث الأكاديمي - المؤلف). يتكون البحث العلمي من: "صفحة الغلاف - الآية القُرآنية - الإهداء - الشُكر والعرفان -  الفهرس -  المقدمة - التمهيد - المتن - الحواشي - الخاتمة - الملاحق - قائمة المصادر والمراجع  ". ولكل واحدة من تلك العناصر شروط وضوابط، تحدث عنها الكثير من العلماء في شتى العلوم، وأعرض عليك الآن عصيرُها مع التجربة: 1- صفحة الغلاف.  تحتوى من الأعلى على شعار الجامعة وشعار الكُلية اللذان ينتسب لهما الطالب، وترتيب الشعارات يكون من اليمين للجهة الأكبر. كما ي...

مما علمني أبي

صورة
الحمد لله رب العالمين، يارب .. اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت على الحق أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين. يارب .. اغفر لأولنا وآخرنا، وحاضرنا وغائبنا، وكل من له حق علينا، وكل من علمنا حرفًا من كتابك، اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم يارب والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات. في الحقيقة إنني ألتمس المقامات التي تسمح وتُتيحُ لي الحديث عن المثل الأعلى، والقدوة الحسنة .. والدي -رحمة الله عليه- فأتحسس مواطن الحديث عن الأب،كعيد الأب وذكرى ميلاده، وذكرى وفاته، وأحداثٍٍ  ومواقف لولًا كلماته لما كنتُ استطيع التصرف فيها. اتحسس تملك المواطن كلها وغيرها لأتحدث عن سيرته، فالحديثُ عن الحبيب حبيبُ، والأُنسُ كلَّ الأُنسِ في استذكاره والكلام عنه. ولذلك وددتُ في البداية أن أحمدُ الله على تلك الفرصة التي ظهرت أمامي قدرًا وجعلتني اكتُب. عِند الحديث عن والدي فإنني أُريد تلخيص حوالي 27 سنة من حياتي عشتها معه بكل تفاصيلها، فمن النعم التي أنعم الله علي بها هي أنني ومنذ  نعومة أظفاري أعرف قيمته، فهو ربُ أُسرتي، وصاحبي إذا تحدثنا، وإمام وخطيب المسجد الذي بقرب منز...

الشاهد أصم وأبكم!

صورة
الحمد لله الذي خلقنا، الحمد لله العليم بحالنا، الحمد الله البصير بأحوالنا، الحمدلله السامع لأنَّاتِنا. يقول الله جل جلاله في كتابه العزيز: "وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا". والصلاة والسلام على سيدنا محمد المُدافع والشفيع لنا يوم العدل والحكم، الذي قال في حديثه الشريف محذرًا من الظلم: "اتقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافرًا، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب". حديثي اليوم عن نوع من أنواع الشهود، وقبل أن أُشير أليه أذكر أولًا أنواع الظُلم، لتعلق هذه الانواع بصلب موضوعي. الظُلم ثلاثة أنواع، قسمهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف فقال: "الظلم ثلاثة، فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم لا يتركه الله. فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك، "إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم، وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضا، حتى يدين لبعضهم من بعض". فلما كان ظلم الله ع...

مخـاض

صورة
  الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم التنزيل: "إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ  وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ   وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ". والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مُعلم الناس الخير، ومحبب إليهم الصبر والرضا، ومُفهمهم أن الدنيا أيام وأيام، فيوم لهم ويوم عليهم، وكلاهما من الله. قضى الله تعالى أن لا يكون الدهر على وتيرة واحدة، وأن تتغير الأيام وتتنقل بين فرح وحزن، وانتصار وهزيمة، فلا حال يدوم، ولا حالةٌ تُقيم، وتلك السنة الهامة من سنن الله في الكون تُسمى سُنة "المداولة". أكد المؤرخ ابن خلدون على ذلك المعنى القائل بالتشابه بين الدولة والإنسان حينما شبَّه الدولة بالكائن الحي الذي له عمر وطبيعة خاصة، يُولد ويقوى ويمرض ويشيخ ثُم يموت!. ولسنا الآن في تفنيد وشرح لهذه السنة، بل الكلام حالة من أحوال الزمان، يمر بها الفرد والجماعة بين الوقت والآخر، فطالما اتفقنا أن الزمان أحوال، كان لِزامًا علينا الإعتراف بأن لكل ح...

زادُ الطريق || سلسلة "لك عزيزي الباحث" || (3)

صورة
الحمدلله رب العالمين، القائل في محكم التنزيل: "عَلَّمَ الإنسان ما لم يعلم"، والصلاة السلام علي سيد الخلق أجمعين القائل في الحديث الكريم: "العلمُ بالتَّعلُّم". أخي الباحث إن وجودك في هذا المقال يعني أنك قرأت المقالين السابقين، وتريد أن تعرف ماذا بعد الدافع، والشغف الصحي، ورُغم انشغالي بغير الكتابة إلا أنى لن أُطيق الغياب عن مُحادثتِك، حبًا ورغبة في أن أُنجِز مُهمتي، وأُبرئ ذمتي من تهمة كتمان العلم. ولكي لا أطيل الحديث فكلامي اليوم سيكون عن الأدوات التي يجب أن تتوافر لديك قُبيل بدء رحلتك، زادُ الطريق!. والزادُ كما نعرف يتم تحضيرُه قبل السير، وهنا في المقام هذا سأتحدث في محورين: 1- قبل بدء الدراسة (التمهيدي). قبل بدء الكتابة (الرسالة/البحث/الأطروحة). أما قبل البدء في مرحلة التمهيدي (الدراسات العُليا) فعليك بشِراء جهاز حاسب آلي (لابتوب) يشترط فيه سعة ذاكرة التخزين (لا تقل عن 500 جيجا) - كذلك وعليك بشراء طابعة لطبع الأوراق (أبيض وأسود) - عليك أيضًا شراء أو تحميل برامج الأوفيس، ومتصفحات كالجوجل كروم، والأوبرا ميني - عليك بالذهاب لمسؤول الدراسات العليا في جامعتك والإستفسا...

الدّافِع || سلسلة "لك عزيزي الباحث" || (2)

صورة
  الحمدلله رب العالمين، القائلُ في مُحكم التنزيل: "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يُرى * ثُم يُجزاهُ الجزاء الأوفى". والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين. وبعد .. أستكمل اليوم ما بدأتُهُ من كتابات أو إن شئت قُل رسائل، أوجهها لزملائى وأخواني الباحثين، أشرح لهم ما قد يكون خفي عليهم، وأؤكد عليهم ما ثبت عندهم، ولأن من تمام العمل ومن خطوات قبوله هو نشرُه وتعريفه للغير، فزكاةُ العلم نشره، ولذلك شرعتُ في كتابة هذه السلسلة. حديثي اليوم عن أمر من أهم الأُمور، بل سر من أقوى الأسرار التي تساعد الإنسان على الإنجاز. الدافع! كلمة منذ الوهلة الأُولى توحي لقارئها بأنها تدفع للأمام، وهي عكس الرجوع، فالمُتعارف عندنا أن الدفع يكونُ للأمام. فهو قوة كامنة، وهو مُحرِّك، وهو استثارة داخلية، وأقول أنها "داخلية" لأُفرِّق بينها وبين الحافز، فالحافز هو استثارة خارجية "تدفعك" للفعل. إذًا .. فالشيء "الداخلي - الخفي" الذي يجعلك تفعل الشيء هو "الدافع". وبالوقوف على تلك الحقيقة يمكننا  نجعل هذا المُحرِّك أقوى، لنُنجز أس...