الإبحـار || سلسلة "لك عزيزي الباحث" || (4)
الحمدلله رب العالمين، القائل في محكم تنزيله: "فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يُحب المتوكلين". والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين، وخير رسل الرحمن ولا شك، وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
رفيقي الباحث .. حان الآن وقت الرحيل، فلقد تجهزنا نفسيًّا ومعنويًا بالدافع والشغف الصحي، وتجهزنا ماديًا بزاد الطريق، ولم يتبقى بعد التوكل على الله إلا أن نُبحِر.
أستعرض في هذا المقال كُل ما يتعلق بكتابة الرسالة العلمية السليمة؛ لذلك فهو مقال هام لكلٍ من (الطالب الجامعي - الباحث الأكاديمي - المؤلف).
يتكون البحث العلمي من: "صفحة الغلاف - الآية القُرآنية - الإهداء - الشُكر والعرفان - الفهرس - المقدمة - التمهيد - المتن - الحواشي - الخاتمة - الملاحق - قائمة المصادر والمراجع ".
ولكل واحدة من تلك العناصر شروط وضوابط، تحدث عنها الكثير من العلماء في شتى العلوم، وأعرض عليك الآن عصيرُها مع التجربة:
1- صفحة الغلاف.
تحتوى من الأعلى على شعار الجامعة وشعار الكُلية اللذان ينتسب لهما الطالب، وترتيب الشعارات يكون من اليمين للجهة الأكبر.
كما يحتوي على عنوان الرسالة الذي قررة السمينار ووافقت عليه المجالس الأكاديمية والذي هو مضبوطًا ومُحددًا الزمان والمدة والموضوع بدقة.
ويكتب تحته عبارة: "رسالة مقدمة لاستكمال(لنيل) متطلبات درجة الماجيستير/الدكتوراة" من قسم كذا شُعبة كذا".
ثم تكتُب أن هذه الرسالة/البحث مُقدم من الطالب/الباحث والإسم رُباعي.
ثم في منتصف الورقة وتحت الإسم نكتُب كلمة: "إشراف" وتحتها أسماء المُشرف الرئيسي أولًا ثم المشرفين المشاركين وتحت كل إسم منهم مسماه الوظيفي.
في أسفل منتصف ورقة الغلاف نقوم بكتابة العام الهجري/العام الميلادي. اللذان تمت فيهما الرسالة ونوقشت.
انتبه .. صفحة الغلاف لا يوضع لها رقم.
2- الآية القُرآنية.
والتي يجتهد أكثر الباحثون في البحث عن آية تُلائم موضوعهم! وهذا أمر في غاية الغرابة. ويُفضل أن يكتب الباحث آية قرآنية بها دعاء بالتوفيق أو حمد أو ثناء على الله فقط دون محاولات بائسة تبوء بالفشل في الغالب.
3- الإهداء.
يرى البعض أنه لا يوضع إلا بعد مناقشة الرسالة واعتمادها، وحجتهم أنه كيف تُهدى عمل غير مكتمل. ويرى البعض الآخر أنه لا يجوز وضعه في الرسائل العلمية الأكاديمية، وهو خاص بالأبحاث والكتب العادية، ويكون الإهداء لكل من ساهم في بحثك معنويًا (أهل - أصدقاء) وهذه هي نقطة اختلافه عن الشكر والتقدير.
4- الشكر والعرفان.
يكون أكاديميًا، لكل من ساعدك في البحث من مشرفين، ولجنة المناقشة، والأساتذة، ومن أمدك بالمادة العلمية وغيرهم. ويرى قليلٌ من الأساتذة الكبار أنه لا يُوضع أفضل.
5- الفهرس.
لا تغفل أن تضع فيه كل عنصر وعنوان، ويجب مطابقة العناوين للمكتوب بداخل الرسالة.
انتبه .. الآية القرآنية - الإهداء - الشكر والعرفان - الفهرس. لا يتم ترقيم صفحاتهم حسابياً 1234 بل يتم ترقيمها أبجديًا أبجدهوز.
6- المُقدمة.
في البدايه لا بد أن تعرف انها آخر ما يتم كتابته في البحث، وذلك لأنها تحوى عناصر وفروع وتفاصيل البحث كامل وأمور لن تتضح إلا بعد إتمامك للبحث.
كما تحتوي علي: أهمية البحث وهي عبارة عن تساؤلات ستجيب عنها الدراية، والدراسات السابقة ولا تهدر مجهود غيرك بتجاهل أو إغفال، وكذلك تحتوى المقدمة على المنهج العلمي المتبع في الدراسة والبحث.
وتحتوي على تقسيم الدراسة من فصول وأبواب ومباحث وعناصر يجب ذكرها بالتفصيل غير الممل، فتقول: أن الدراسة اقتضت تقسيمها إلى أربعة فصول، الفصل الأول بعنوان كذا، ويحتوى على عدد من العناصر هم كذا وكذا وكذا.
ثم تذكر عرض أو تحليل لأهم المصادر والمراجع التي استخدمتها وكانت عامود فقري لدراستك، والعرض يختلف عن التحليل، ففي العرض تقوم بعرض الكتاب والنسخة التي أخذت منها والمحقق وعدد الأجزاء وكلمة موجزة عن أهميته لبحثك.
أما التحليل فتذكر ما أوجزه هذا المصدر/ المرجع وما أغفله، وما تميز به هذا المؤلف عن غيره، وما المنهج المتبع في المصدر هذا وكيف استفادت الدراسه منه.
ويفضل تقسم عرض/تحليل المصادر والمراجع فتكون كل مجموعة كتب تحت عنوان خاص كتب التاريخ تحت عنوان، كتب الجغرافيا تحت عنوان منفصل وهكذا.
7- التمهيد ....... لحظة من فضلك! فقد خطرت لي فكرة جيدة وبها إفادة أكبر!
زميلي الباحث .. أختي الباحثة:
لماذا لا تضغط على هذا الرابط وتحصل علي هذا المقال مرتب ومُخطط ومنظم وتحتفظ به عندك وقت الحاجة إليه؟
يتبقى لكم عندي مقالٌ واحد في هذه السلسلة إن كان في العمر بقية، وفي الأخير فإن هذا العمل، إهداء لروح والدي المغفور له بإذن الله، الشيخ عبدالغفار عبدالعاطي بدر، اسألكم الدعاء له بالرحمة والمغفرة.
تعليقات
إرسال تعليق