الدولة الوطاسية (الوطاسيون) || تلخيص من كتاب: الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى لشهاب الدين السلاوي


الدولة الوطاسية (الوطاسيون) || تلخيص من كتاب: الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى لشهاب الدين السلاوي


تمهيد:

هذا البحث باختصار هو تلخيص لفهم الطالب من قراءته للجزء الخاص بالدولة الوطاسية من كتاب " الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى" والذى استفاد الطالب من بعد قراءته لهذا الجزء. اردت تبسيط بعض المعانى واستخدام جُمل وألفاظ أسهل فى المبنى مع اعطائها نفس المعنى.

استخدمت نفس منهج الكتاب الذى استخدمه المؤلف والذى يعتمد على ذكر الاشخاص الذين هم علامه فارقة فى الفترة المذكوره وتسليط الضوء على ابرز اعمالهم والاحداث التى حدثب بسببهم وفى فترتهم.


المؤلف هنا جعل من الأشخاص عناصر لبحثه إذ نجده يدخل للفترة من خلال سلطانها الحاكم ويدخل للثورة من خلال قائدها ويدخل للحروب والاحداث عامة من خلال الرجل المتيبب فيها وزعيم الحدث وسنستخدم فى البحث نفس المنهج.

يمتاز الكتاب بلغتة الفصحى التى تدل دلالة واضحة على ان المؤرخين لم يكونوا بمعزل عن العلوم الأخرى فنجد المؤلف يذكر الأحداث بطبيعتها الجغرافية مما يدل على توصل علمه للجغرافيا واللغة العربية ببلاغتها وأشعارها.

مما نقرأه فى هذه العصر نستنتج تغلب النزعة الصوفية ونعرف مقام الشيوخ والعلماء اثناء حكم هؤلاء ونعرف أيضاً فقر الساحة العلمية من كتب ومصادر تأريخ لهذه الفترة.

نبدأ فى البحث بذكر استعمال بى مرين لبنى وطاس ثم سقوط بنى مرين على يد الوطاسيين والمقصود من بيت عبدالحق وبيت محمد الشيخ.

يحتوى البحث على فصل واحد مقسّم إلى خمسة وعشرون قسم يشرح كل قسم موقف أو حالة او قائد من الضرورة الوقوف عندة وشكّل نقطة فارقه فى تاريخ هذه الدولة.

ذكرت المسرح الجغرافى لمنطقة فاس ومراكش وأصيلا وغيرهم من البلاد والمدن موضوع البحث، واستعنت بعد الله بكتاب مصادر تاريخ المغرب والأندلس الذى بدوره أحالنى لمصادر ومراجع أخرى ساعدتنى فى موضوع البحث.

مدخل لدراسة الدولة الوطاسية:

بنى وطاس هم فرع من فروع بنى مرين الذين جائت دولتهم على انقاض دولة الموحدين ولكن الوطاسيين ليسوا من بيت السلطان عبد الحق حاكم المغرب. ولما دخل بنى مرين المغرب واقتسموه كان لبنى وطاس منطقة ريف المغرب يحكمونها ويجبون خراجها .

كان من بنى وطاس بين اسمة بنى الوزير وكان بنو الوزير غير معترفين بنسبهم الذي يصل للوطاسيين والمرينيين ويقولون ان اصلهم يرجع ليوسف بن تاشفين وعندما اختلطوا بالوطاسيين وتزوجوا منهم انصهروا فيهم واصبحوا نسب واحد.

لذلك حاول بنى الوزير أكثر من مرة انتزاع السلطة من بنى مرين والانقلاب على بيت بنو عبدالحق لأخذ السلطنة منهم ولكن كانت محاولتهم تفشل ويتلوها عقاب كبير من بنى عبد الحق لبنى الوزير ولاقوا بسبب هذه الافعال اشد الجزاء والعقاب.

اضطروا بعدها للرضوخ لحكم بنى عبد الحق والتسليم لطاعتهم مما جعل بنو عبد الحق يستخدمونهم فى وجوه الولايات فمثلاً نجد فى دولة ابو عنان أعطى ولاية بجابة لعمرو بن على الوطاسى وكان من بين بنى الوزير, وفى دولة بنى ابو العباس اعطى حكم مراكش لابن عمه عبدالرحمن بن يفلوسن.

كان عبدالرحمن بن زيان من جملة الذين تولوا المناصب وكانت لهم الوجاهه فى عهد السلطان ابى العباس. ولما فسد مابين السلطان ابى العباس وبن واليه فى مراكش عبدالرحمن بن يفلوسن كان عبدالرحمن بن زيان مشرف على الحرب بين السلطان والوالى وأشرف بنفسة على قتل أولاد بن يفلوسن بعد حصارة لمراكش.

ظل بن زيان فى كنف دولة ابو العباس حتى جاء ابنه أبو زكرياء يحي بن زيان ونهج نهج ابوه وتولى الوزارة فى دولة السلطان عبد الحق. ومن بعده جاء ابنة يحي بن يحي بن زيان وتولى الوزارة مكان ابيه من بعده فكانت وزارتة مبدأ الشر ومنشأ الفتنة فقد انفرد بالحجابة وأخذ بتغيير مراسم الملك وعادات الدولة وغيرفى عدد الجنود بالزيادة والنقصان ولم يحترم ما أبرمه من قبله من الوزراء ونقضة وعامل الرعية بتعسف وعزل قاضى فاس.

لما علم السلطان عبدالحق بما يفعله يحي بن يحي وما آل اليع امر الدولة ورأى ان الوطاسيين ينازعوه الحكم والملك قرر الملك التخلص منهم فقبض على الوزير يحى بن يحي  وعلى  اخوية ابى بكر و ابى شامة وعلهم عمهم فارن بن زيان وقريب لهم اسمه محمد بن على بن يوسف ولم يفر من هذه النكبة سوى محمد الحلو و محمد الشيخ.


كانت نكبة السلطان عبنالحق على بنى وطاس بعد تولية يحي بن يحي بن زيان الوزارة بسبعين يوماً وبهروب الاخوين كانت بداية نشأة الوطاسيين ودولتهم كما سنعرف.

الدولة الوطاسية ودخول فاس:

كانت فاس محط اهتمام من بنى مرين عامة فقد اهتموا بهذة المدينة اهتمام خاص واعتنوا بأمرهاوزودوها بمدينة جديده تعرف باسم المدينة البيضاء او فاس الجديدة واتخذوها دار للامارة منذ عهد المنصور ابو يوسف يعقوب بن عبدالحق المرينى فقد عزم على بناء مدينة تنسب إليه ويتخذها دار ملكة فجلب البنائين والمهندسين وامرهم بذلك وانشا الدار البيضاء وبنى فيها السور والجامع وباقى مظاهر المدن والحواضر.

لما وصل خبر ما فعلة السلطان عبدالحق ببنى الوطاس إلى محمد الشيخ أخو الوزير يحي بن يحي وكام محمد الشيخ وقتها قد خرج للصيد خارج البلاد. تولى عن البلد بسرعة لا يلتفت وراءه وأحذ ينضم لبلاد ويرحل عن بلاد هو وأخوه محمد الحلو الذى نجح فى الهروب من الكارثة التى حلت بهم.

بعد مدة أستقر الأخوين فى آصيلا وحكموها ووطدوا حكمهم فيها وذاع سيطهم لدرجة أن بعض وجهاء وأمراء وكبراء فاس طلبوا منهم ان يأتوا لحكم البلاد بدلا من الوالى الخاص بالسلطان عبدالحق ووعدوهم بالنصر والمساعدة والمساندة ولكن محمد الشيخ لم يريد الدخول فى حروب مع السلطان عبدالحق.

توفى عبد الحق بسبب تراخية مع اليهود المقيمين فى دولته إلى ان استفحل امرهم وعاملوا الناس بقسوة مما جعل الناس يفيض بيهم الكيل فاجتمعوا وذهبوا للشيخ الورياكلى الذى خلع نفسه من بيعة السلطان عبد الحق ففعل الناس مثله وذهبوا لحرب اليهود واقتسموا اموالهم.

كان السلطان عبدالحق وقتها خارج البلاد فى حرب وعندما علم بذلك أشار إلية مستشاره اليهودى عدم الرجوع للبلاد لان الناس فى حالة ثورة وغليان.

لم يكاد يكمل السلطان عبدالحق النقاش مع وزيره فقد قبض على السلطان بواسطة أهل فاس الذين بايعوا الحفيد فأخذوا خاتم الحكم من عبدالحق وضربوا عنقه فى يوم الجمعة 27 رمضان 869هـ.

بموت السلطان عبد الحق تحمس محمد الشيخ للدعاوى التى تنادية بضم فاس لممتلكاته وان يأتى اليها لحكمها فهمّ محمد الشيخ بحصار فاس مرة بعد مرة إلى ان دخلت فى حكمة عام 876هـ وكان ذلك فى رمضان.

ذكر منويل فى كتابة عن قصة دخول الشيخ لمدينة فاس انه لما حاصر محمدالشيخ لفاس وبها الشريف الحفيد بعد ان جمع جنوده وكون جيش كبير ثم خرج له الشريف ودارت بينهما معركة كبيرة فى احواز مكانسة فى اولها انهزم الوطاسى ثم اعاد ترتيب جندة وهاجم الشريف فى فاس وحاصرها سنتين ثم وردة ان البرتغال هاجموا اصيلا واستولوا على امواله وأولادة فرجع اليهم وعندما لم يستطع دخولها صالحهم عليهارجع محمد الشيخ لحصار فاس ويأس الشريف فخرج منها فاراً بنفسة ودخلت فاس تحت امرة الشيخ وبايعوه.

بناء مدينة شفشاون:

اختط بعض شرفاء العلم مدينة شفشاون بقصد حماية المسلمين من هجمات نصارى سبتة لأن النصارى كانوا يتحرشون بأملاك الدولة الوطاسية فى نهاية عهدها.

ففى منقطة تسمى العدوة بدأت فى الجهه المعروفة هذه اختطاط المدينة وكان هذا تحت اشراف الشريف الفقية الصالح ابى الحسن بن ابى محمد عام 876هـ ولما مات أتم ما بدأه ابن عمه ابو الحسن على بن موسى بن راشد فبناها وانزل اهله وعشيرتة وقدم الناس اليها وصارت فى اعداد المدن الى ان توفى 917هـ وظلت معهم إلى ان اخذها منهم الشرفاء السعديون.

ثورة عمرو بن سليمان السياف ببلاد السوس:

كان عمرو بن سليمان الشيظمى المغيطى "السياف" تلميذ للشيخ ابى عبدالله بن سليمان الجزولى فلما مات الشيخ بواسطة بعض الفقهاء اخذ السياف ينادى بأنتقام الشيخ وبالفعل قتل كل من تورط فى تسميم شيخة ثم دعى للناس للصلاه وقاتلهم عليها ثم دعا الناس لنفسة بعدما ذاع سيطه وانتشر خبره واخذ ينكر على الناس اشياء وقاتل المنكرين له ثم اخذ يقول ويفتى بأمور غيبية وقيل انه ادعى النبوة واخرج جثة شيخه وجعلها فى تابوت وكان يجعل هذا التابوت فى مقدمة جيشه فى الحروب وسفك الدماء واستمرت فتنتة 20 عام وكان موته على يد زوجتة التى كانت زوجة شيخه وبنتها  فلما علموا بفسادة وفجوره  قرروا قتلة ومات 890هـ.


سقوط غرناطة الأندلس:

في عهد الشيخ محمد الوطاسي سنة 897هـ استولت الملكة إيزابيلا على قاعدة بلاد قشتالة وعلى غرناطة ومحت دولة بني الأحمر من جزيرةالأندلس وتفرق أهلها في بلاد المغرب وغيرها، وانتقل أبو عبد الله الأحمر آخر ملوك الأندلس لاجئا إلى الشيخ الوطاسي في فاس بأهله وأولاده وبني فيها عدة قصور على الطراز الأندلسي وتوفي بها سنة 940هـ.

بناء مدينة تطاوين:
بعد استيلاء الاصنبويل على غرناطه هاجر اهلها الى المغرب ونزلوا فى مدينة مرتيل قرب تطاوين وعندما وصلوا ولأنهم لم يقدموا للسلطام محمد الشيخ شيئاً أجّل مقابلتهم ثم رحب بهم وطلبوا منه ان يجعل لهم موطن ومدينة تكون لهم ولأهلهم من بعدهم فوافق السلطان ولبى مطلبهم واعطى لهم مدينة تكاوين التى كانت خربة منذ 90 عام وولى عليهم كبيرهم ابا الحسن عليا المنظرى وكان من كبار رجال وجند بنى الاحمر فرجع بالذين معه لتطاوين وبنى مسجد.

استيلاء البرتغال على ساحل البريجة وبنائهم مدينة الجديدة:

يقول المؤرخ "لويز مارية" مؤرخاً هذا لاحدث  انة فى عام (907هـ/1502م) بعث السلطان البرتغالى "مانويل" من دار الحكمة فى اشبونة بجيش واسطول بحرى هدفه الاستيلاء على بعض الثغور من بلاد المغرب وكان الاسطول قد  وصل بسبب الرياح لساحل البريجة فأعجب الجنود بجمال وغناء هذا الساحل واقترحوا احتلالها ورجع بعضهم للسلطان البرتغالى يستأذنونه فى احتلال هذا الساحل وشرحوا له موقعة ومميزاته فوافقهم السلطان وارسل معهم المؤن والعمال والمهندسين.

اثناء بناءهم للسور انتبه لهم سكان المدينة وهجموا عليهم وافسدوا مابناه الجند وفر الجنود هاربين إلى اشبونه وأعادوا الكلام على ملكهم ووصفوا له حسن هذا البقعة من الأرض وأهميتها عند إرادة الاستيلاء على غيرها من البلاد فى المغرب حتى اقنعوا الملك فأرسل معهم قوة عسكرية ومهندسين وبنائين فنزلوا للساحل مره اخرى بعد 7 سنوات من الهجوم الاول وانتظروا الى ان انشغل عنهم اهل البلاد وبدأوا فى بناء الحصون وبنوا فى الحصون ابراج مراقبه ومعظم هذه الاثار موجودة الى الان غير ان بعضها تحول لمآذن.

استأذن عامل السلطان "ابوعبدالله محمد ادريس الجرارى" وكان السلطان او الحسن بن محمد العلوى فى جعل هذه الاثار مآذن لان الناس كانوا لا يسمعون الاذان فوافق السلطان.

جعل البرتغاليون هذه المدينة منيعة يصعب على المسلمون اختراقها كان بنى الوطاس فى هذه الآونه مشغولون بحربهم مع سلطنة طنجة/سبتة/بلاد الهبط لذا كان هناك فرصه ووقت كبير سمحوا للبرتغاليين ببناء كل ذلك وبنوا بها اربعة كنائس وتطلعوا للسيطرة على مراكش.

استيلاء البرتغال على سواحل السوس وبنائهم حصن فونتى قرب أكادير:

ذكر المؤرخون الفرنج هذه الحادثة وكان ذلك فى حكم سلطانهم منويل وحدث ذلك ايضا على حين غفلة من سكان هذه السواحل.

لما علم مانويل بأهمية هذه السواحل وكثرة تجارتها رغب فى الاستيلاء عليها وبالفعل حدث ما اراده وبفضل استيلائه على هذه السواحل ربح الكثير من الاموال وبعث بالكثير من المؤن لبلادة بفضل تجارته مع اعل السوس ومع الوقت ضعفت شوكة البرتغاليين فى هذا البلد فخرجوا منها ومن آسفى وآزمور.

كان ذلك بالتزامن مع استيلائهم على بريجة فى نفس العام او فى عام قريباً منه 887هـ.

وفاة السلطان محمد الشيخ الطوسى:

كان ذلك فى عام 910 هـ وتولى الأمر من بعدة ابنة محمد البرتغالى.

استيلاء البرتغال على ثغر آسفى:

استطاع البرتغاليين الاستيلاء على ثغر اسفى وكانوا يعرفون هذا الثغر فراحوا اليه بجيش كبير ولكن لم يستطيعوا السيطره علية وكان ذلك صعب عليهم وثارت حميتهم اذ انهم كيف يمنعهم حصن ليس يدافع عنه غير الاهالى.

ثم ذهبوا وحاصروا آسفى حصار شديد إلى أن ضعفت قوة الاهالى وصالحوا البرتغال على تسليم الثغر مقابل الأمان وبالفعل دخل البرتغاليون هذا الثغر ثم بدأ بتحصينة جيداً لعلمهم ان المسلمين لن يستسلموا لهذا الوضع وبالفعل حدث ما كانوا يعتقدونه فبعد ثلاثة سنوات من احتلالهم للثغر هاجمهم المسلمون وقاتلوهم قتال شديد كان المسلمون كثيرين العدد وقتلوا قوات برتغالية كثيرة ولكن وصل للبرتغاليين مدد من مادرة وعسكر كثير وزاد مما اعطاهم الثقة فى نفسهم مرة اخرى فقويت نفوسهم ورحل عنها المسلمين بعد ان اوشكوا على فتحها.

هجم المسلمون عليهم بعد سنوات قليلة مره اخرى وهدموا جزء كبير منها واحرقوا الاسوار والحصون ثم رحلوا من غير فتح.

ترك المسلمين الثغر بعد ذلك وقيل انه تم حدوث صلح بين الطرفين ودخلها المسلمون بعد حرب عام 1523م.

قيل ان ضياع هذا الثغر من ايدي المسلمين هو بسبب دعوة الشيخ محمد بن سليمان الجزولى فقد اخرجه عاملها فدعا علية الشيخ فطلب العامل منه العفو فقال له الشيخ اربعين سنة.

قال هذه الرواية ابو عبدالله محمد العربى الفاسي واستدلوا بذلك علي ان استيلاء البرتغاليين على الثغر كان فى حدود عام 910 هـ.

زحف السلطان محمد البرتغالى إلى آصيلا:

أردا السلطان محمد البرتغالى أن يأخذ بثأره من البرتغال الذين أسروه وهو ابن سبع سنوات فذهب إلى اصيلا بجيش كبير واقتحمها عليهم اقتحاماً واعمل فيهم القتل ثم وصلت امدادات للبرتغال فرحل المسلمون ولكن بعد تخريب المدينة بالكامل واحراقها ثم تم اعادة اعمارها وظلوا بها فترة ثم رجعت للمسلمين.

استيلاء البرتغال على ثغر آزمور:

عام 914 هـ أرسل ملك البرتغال جيش مكون من 2000 جندى و400 فارس فهزمهم زياد الوطاسى بن عم السلطان وأحرق مركبهم وأعمل فيهم الكسر والقتل والحرق واستطاع عدد بسيط منهم ان يهرب, ثم بعد اربعة سنوات ارسل الملك 20,000 جندى و 17,000 فارس فوصلوا إلى آزمور وحاصروها وتم قتال شديد بين الطرفين فلما انهزم المسلمون ترك لهم البرتغال باب الخروج من الثغر.

استيلاء البرتغال على ثغر المعمورة:

قيل ان الذى اختط هذا الثغر هو "المهدى الشيعي" ولما بلغ مانويل انها ميناء جيدة وبلادها نافعة فبعث إليها طائفة من الجند فنزلوا لسواحلها فى البر المقابل لها وبنوا برج للمراقبة ثم ارسل لهم الملك البرتغالى 200 مركب بها 8000 من المقاتلين بتاريخ 921هـ الموافق 13-6-1515م وصلت المعمورة يوم 23 اى بعد 10 أيام من خروجها من اشبونه عاصمة البرتغال ومقر حكمهم.

وصل خبر نزولهم للمعموره وحصارهم لها للسلطان الوطاسى ابى عبدالله محمد البرتغالى فأرسل لهم جيش بقيادة اخوة الناصر فوصل بالجيش الكبير فى شهر اغسطس فقاتلهم قتال شديد وهزمهم هزيمة كبيرة ثم كان النصر بعدها للبرتغاليين فحصنوا المعموره بالأسوار الموجودة إلى الان وبقى البرتغال فى ميناء المعموره فترة طويلة إلى عهد السلطان عبدالمولى وذلك على حد زعم البرتغال.

خبر السلطان ابوعبدالله البرتغالى مع الشيخ الغزوانى:

اجْتمعَ النَّاس على الشيخ الغزوانى واشتهر أمره وَعظم صيته فَبلغ ذَلِك السُّلْطَان أَبَا عبد الله وَكَانَ يَوْمئِذٍ بِبِلَاد الهبط قد خرج إِلَيْهَا بِقصد الْغَارة على نَصَارَى آصيلا وَكَانَ مَعَه فِي هَذِه الْحَرَكَة الشَّيْخ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن غَازِي الإِمَام الْمَشْهُور فَتوهم السُّلْطَان الْمَذْكُور من أَمر.


الشَّيْخ الغزواني وخشي على الدولة عَاقِبَة أمره وأغراه بِهِ مَعَ ذَلِك الْفَقِيه ابْن عبد الْكَبِير البادسي السفياني الأَصْل وَكَانَ هَذَا الْفَقِيه يصحب الْوُلَاة والعمال وَيخرج فِي بعوثهم قَاضِيا فكثرت سعايته بالشيخ حَتَّى وقر ذَلِك فِي نفس السُّلْطَان فَبعث إِ ليه فَحَضَرَ وَأمر بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ بالموضع الْمَعْرُوف بتاجناوت وَجعله فِي سلسلة وَبعث بِهِ إِلَى فاس وَتقدم فِي شَأْنه إِلَى ابْن شقرون صَاحب شرطته بقصبة فاس الْقَدِيم وَكَانَ الشَّيْخ ابْن غَازِي قد مرض فِي هَذِه الْغَزْوَة وَأمر السُّلْطَان بِحمْلِهِ إِلَى منزله من فاس.


فَلَمَّا وصل إِلَى قرب عقبَة المساجين اشْتَدَّ بِهِ الْحَال وَأمر أَصْحَابه أَن يريحوا بِهِ هُنَالك فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ مر بِهِ الشَّيْخ الغزواني فِي سلسلته فَسَأَلَ الموكلين بِهِ أَن يعوجوا بِهِ على الشَّيْخ ابْن غَازِي كي يعودهُ وَيُؤَدِّي حَقه فَلَمَّا وقف عَلَيْهِ طلب ابْن غَازِي مِنْهُ الدُّعَاء فَدَعَا لَهُ بِخَير وَانْصَرف فَلَمَّا غَابَ عَنهُ قَالَ ابْن غَازِي لأَصْحَابه احْفَظُوا وصيتي فَإِنِّي راحل عَنْكُم إِلَى الله تَعَالَى بِلَا شكّ قَالُوا لَهُ يَا سَيِّدي مَا عنْدك باس فَقَالَ إِن الله وَعَدَني أَن لَا يقبض روحي حَتَّى يريني وليا من أوليائه وَقد أرانيه السَّاعَة فدلني ذَلِك على انْقِضَاء الْأَجَل.


فَحَمَلُوهُ من حِينه إِلَى منزله فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ وَكَانَت وَفَاة ابْن غَازِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة وَتِسْعمِائَة.


قَالَ صَاحب الْمرْآة عَن بعض شُيُوخه بعد أَن ذكر سِعَايَة ابْن عبد الْكَبِير بالشيخ الغزواني مَا نَصه فَتحَرك الشَّيْخ الغزواني لزيارة ضريح الشَّيْخ أبي سلهام فَعرض لَهُ العروسي قَائِد الْقصر الْكَبِير وناوله كتاب السُّلْطَان يَأْمُرهُ فِيهِ بقدوم الشَّيْخ إِلَى فاس دَار الْملك إِذْ ذَاك فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ طَاعَة السُّلْطَان وَاجِبَة وَقَالَ للزائرين مَعَه بلغت النِّيَّة فَتوجه الشَّيْخ إِلَى فاس من ذَلِك الْمَكَان وَكلما بَات فِي منزل ذهبت جمَاعَة من الَّذين مَعَه فَلم يصل مَعَه إِلَّا الْقَلِيل وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو الْبَقَاء عبد الْوَارِث اليالصوتي إِذْ ذَاك سَاكِنا بفاس وَلم يكن صحب الشَّيْخ قبل ذَلِك فَلَمَّا دخل الشَّيْخ حَضْرَة فاس لقِيه أَبُو الْبَقَاء الْمَذْكُور فَسلم عَلَيْهِ فَشد الشَّيْخ يَده على يَده فَلم يرسلها حَتَّى عاهده على الرُّجُوع فَلَمَّا انْفَصل عَنهُ اشْترى خبْزًا وَعِنَبًا وَحمل ذَلِك إِلَى الشَّيْخ وَأَصْحَابه فَوَجَدَهُمْ عِنْد القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله اليفرني المكناسي وَهُوَ مؤلف الْمجَالِس المكناسية فَوَجَدَهُمْ فِي الْمَسْجِد الْقَرِيب من دَار القَاضِي الْمَذْكُور بدرب السُّعُود فناولهم مَا مَعَه.

وجد الشَّيْخ موكلا بِهِ وَأَصْحَابه يدْخلُونَ وَيخرجُونَ ثمَّ دخل القَاضِي على الشَّيْخ بِالْمَسْجِدِ فَقَالَ لَهُ مَا هَذَا الَّذِي يذكر عَنْك قَالَ أَبُو الْبَقَاء فتكلمت أَنا وَقلت إِن هَذَا الرجل قد نزل بَلَدا عَظِيمَة المناكر وَأخذت أعدد مناكرها وَصَارَ هَذَا السَّيِّد ينهاهم عَن ذَلِك فهدى الله على يَده من هدى وشنئه من أَبى فَقَامَ القَاضِي وَركب إِلَى دَار السُّلْطَان ثمَّ رَجَعَ إِلَى منزله فَبَاتَ وَمن الْغد ركب إِلَى دَار السُّلْطَان أَيْضا وَمَعَهُ الشَّيْخ الغزواني فَلَمَّا اطْمَأَن بهم مجْلِس السُّلْطَان وَكَانَ فِيهِ صَاحب تازا وَهُوَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد ابْن الشَّيْخ أَخُو السُّلْطَان الْمَذْكُور.


سكت الْجَمِيع وَتكلم كَاتب السُّلْطَان وَإِمَام صلَاته قَالَ صَاحب الْمرْآة وَلم يسم لنا فَقَالَ للشَّيْخ مَا هَذَا الَّذِي يذكر عَنْك فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ أَنْت لَا تَتَكَلَّم حَتَّى تَغْتَسِل من جنابتك فاستشاط الْكَاتِب غَضبا فَقَالَ لَهُ أَخُو السُّلْطَان هَؤُلَاءِ الْقَوْم يعنون الْجَنَابَة غير مَا تعنيه الْعَامَّة يُشِير إِلَى مَا فِي الحكم فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان وَمن أَيْن تعرف هَذَا فَقَالَ لَهُ من سَيِّدي مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن يَجِيش ففرح السُّلْطَان بِمَعْرفَة أَخِيه ذَلِك وَقَالَ للشَّيْخ نَحن نُرِيد قربك وَأَن تكون مَعنا فِي هَذِه الْمَدِينَة فَقَالَ لَهُ على بركَة الله فانتقل إِلَى فاس الْقَدِيم وَبنى خَارج بَاب القليعة دَاخل بَاب الْفتُوح وَأقَام هُنَالك مَا شَاءَ الله قيل سبع سِنِين.


ثم كَانَت سنة تعذر فِيهَا الْمَطَر وَأخذ النَّاس فِي اسْتِخْرَاج السواقي للحرث فَأخْرج الشَّيْخ من وَادي اللَّبن ساقية لم يكن فِي سواقي السُّلْطَان وَغَيره مثلهَا فَبعث إِلَيْهِ أَخُوهُ السُّلْطَان وَهُوَ النَّاصِر الملقب بالكديد بِالْكَاف المعقودة وَالدَّال الْمُشَدّدَة على لُغَة الْعَامَّة وَقَالَ لَهُ نَحن أَحَق بِتِلْكَ الساقية فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ خُذْهَا وَأخذ فِي الرحيل إِلَى مراكش وَلما توجه تلقاءها أَخذ خنيفه فِي يَده وَجعل يُشِير بِهِ من جِهَة فاس إِلَى جِهَة مراكش وَيَقُول أيا يَا سلطنة إِلَى مراكش قَالَ صَاحب الْمرْآة هَذَا حَدِيث شَيخنَا أبي عبد الله النيجي قَالَ وآخنيف مَعْرُوف وَهُوَ نوع من البرانس السود وَمعنى أيا بلغَة عَامَّة الْمغرب سيري معي وَمَوْضِع بني فزنكار أَظُنهُ تاصروت فَإِن بهَا رسما مَنْسُوبا إِلَيْهِ إِلَى الْآن وَأَنه منزله الَّذِي كَانَ يأوي إِلَيْهِ وَمَا زَالَت آثاره هُنَالك وَالدَّار الَّتِي بنى بِبَاب القليعة هِيَ المتصيرة إِلَى تِلْمِيذه الشَّيْخ أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الْهَرَوِيّ الْمَعْرُوف بالطالب وَلَعَلَّ سنة إِخْرَاج السواقي هِيَ سنة سِتّ وَعشْرين وَتِسْعمِائَة فَإِنَّهُ قد تعذر فِيهَا الْمَطَر وَحدث الغلاء الْكَبِير المؤرخ بِسنة سبع وَعشْرين وَتِسْعمِائَة وَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى انْتِقَال السلطنة عَن بني وطاس مُلُوك فاس إِلَى الشرفاء السعديين مُلُوك مراكش يَوْمئِذٍ.


خروج السلطان ابى عبدالله البرتغالى الى مراكش وحصاره لأبى عباس الأعرج السعدى:

بعد ظهور السعديين وشياع ذكرهم بعد سحقهم لنصارى السوس كاتبهم امراء هنتانة اصحاب مراكش فنتقلوا لمراكش عام 930هـ فخرج لهم السلطان الوطاسي البرتغالى مع عمة وقيل مع اخوة للحرب معهم فخرج لهم السعدى ولم يكن خروجة للحرب لعلمة بقدرة الجيش الوطاسى فأقام الاسوار على مراكش وتحصن بها وخرج الوطاسى الشيخ الغزوانى للتوسط بين الطرفين واثناء مشاهدة الغزوانى لرماة الاسهم اصاب جبته سهم اخترق عمامتة فأخرجها وقال هذه نهاية حربهم ثم رجع وبعدها وصل للوطاسى خبر استيلاء ابناء عمومتة على الحكم وخروجهم عن دعوتة فى فاس فلم يدخلها الوطاسى مره اخرى.


وزراء السلطان ابى عبدالله البرتغالى: 

1 – المسعود بن الناصر  (عمه)

2- الناصر بن محمد الشيخ (اخوه)


وفاة السلطان ابى عبدالله البرتغالى:

عام 931هـ وقيل 932هـ وتولى الامر بعدة أخوه ابو حسون.


الدولة الأولى للسلطان ابى حسون بن محمد الشيخ الوطاسى:

هو ابو الحسن على بن محمد الشيخ بن ابى زكرياء يحي بن زيان "أبى حسون البادسي" بويع بفاس عام 932هـ ثم قبض علية ابن اخوه "ابو العباس احمد بن محمد البرتغالى" وخلعه وتولى السلطنة بدلاً منه فى نفس العام.


دولة السلطان ابو العباس بن محمد البرتغالى:

يقول بن القاضى انه راي البيعة التى تمت لابو العباس بخد الإمام "ابى محمد عبدالواحد احمد الوانشريسي" وعليها خط مجموعة من الفقهاء الذين فى فاس مثل الحباك , الماواسي.


قال اليفرنى فى كتاب النزهه انه لا يعلم لماذا بايع الوانشريسي برغم انه خلع السلطان لعمه ليس صحيح وافترض اليفرنى ان الوانشريسي له حكمة وسبب لم يظهره لنا.


كان هناك من يرفض صلح السلطان ابو العباس مع الكفار ورفض من يرفض الصلح مقابلة السلطان او الاخذ من عطاياه او امواله وكان من هؤلاء الشيخ ابا عبدالله محمد بن يحي البهلولى وكان يحض دائما ابو العباس على الغزو والجهاد وظل الشيخ فى مقاطعتة للسلطان الى ان حضرتة الوفاه فقال له احد الحضور ان السطان نادى فى الناس بالجهاد ففرح الشسخ بذلك ومات وهو مسرور بهذا الخبر.


واقعة انماى بين الوطاسيين والسعديين:

التقى ابو العباس الوطاسى مع ابو العباس السعدى "الاعرج" فى تادلا عام 935هـ وكانت هذه المعركة فى آنماى(1) وانتهت بأن اصطلح الفريقي.


عقد السلطانين صلحاً ورضى الطرفين باقتسام البلاد بينهم وحضر ذلك الصلح جماعة من الشيوخ والعلماء منهم من كان يرفض الصلح مثل ابو الراوين الذي نصحه الناس بالسكوت كان ابو حفص الخطاب قد حلف ان لا يدخلوا فاس مادام على قيد الحياه حتى قال الناس ان السعديون لو علموا بموضوع القسم الذي اقسمه ما رضوا بدفنه.


نتج عن هذا الصلح ان كان لبنى وطاس من تادلا الى المغرب الاوسط وللسعديون من بلاد السوس الى تادلا.


كان كل من حضر هذا الصلح من العلماء والشيوخ قد خشى ان يكتب بنود او شروط الصلح لكى لا يغضب احد الطرفين واقدم على هذه المهمة الكبيره الشيخ الوانشريسي وتعجب الجميع من كلامة البليغ ورباطة جأشة واسلوبة البديع وكان ذلك عام 940 هـ.


غزوة الحُمر قرب  أصيلا:

كانت عام 940 هـ , استشهد فيها الشيخ ابو الحسن على بن عثمان الشاوى كانت بين المسلمين بقيادة عبدالواحد بن طلحة العروس والنصارى ولما انهزم المسلمون استقبل بسيفه النصارى وهو ينشد بردة البوصيرى وعندما جاء الناس لاخذ موتاهم وجدوا ثيابة فقط وبه طعنات . وقيل مات عام 925هـ.


مما ذكر عن هذا القائد العروس انه وهو جالس مع اهل بيته واقاربه فى قصر كتامة دخل عليه الشيخ ابو الراوين وقال بعدما صعد على صومعته يابنى عبدالحميد اشتروا منى هذا القصر وإلا خرجتم منه فقال القائد عبدالواحد ’’ ان كان القصر له او بيده فلينزعه منا, ما بقى لنا الا كلام الحمقى نلتفت له ’’ فخرج ابو الراوين من القصر وهو يردد عبارة " القائد عبدالواحد واهله يخرجون من القصر ولا يعودون اليه " وهذا ما حدث فى نفس العام.


معركة ابي عقبة بوادى العبيد بين الوطاسيين والسعديين:

هى من اعظم المعارك التى مازالت فى ذاكرة الطرفين الى الان ويتغنى بها الشعراء فى شعرهم والرواه فى قصصهم ويبالغ الجميع فى وصفها.


لما عظم امر السعديين فى بلاد الاحواز وكادوا يدخلون على الوطاسيين حضرتهم فى فاس استعد السلطان ابو العباس الوطاسى بجيش كبير فى العدد والعتاد فى عام 942هـ فخرج له السعدى وألتقى الجيشين فى منطقة مشروع ابى عقبة فى وادى العبيد من تادلا.


تقاتل الفريقين قتال شديد وافنى بعضهم بعضاً الى ان تبقى عدد قليل وكان النصر للسعديون وانهزم الوطاسيون 8 صفر 943 هـ ورجع السلطان ابو العباس الى فاس واثناء رجوعة خرج عليه من الخيل مجموعة فرسان يريدون قتلة غير انه ظهر له رجل دافع عنه الى ان هرب وكان يقول له "سر يا احمد ولا تخف".


بناء السلطان أبا العباس الوطاسى قنطرة الرصيف بفاس:

جددها السلطان فى منتصف 951هـ وذكرها الفقية ابو مالك الوانشريسي وقال فى ذلك الحدث شعر كثير من الفقهاء واحتفل بذلك الحدث الكثير من الشعراء.


معركة وادى درنة بتادلا وأسر الأمير أبى زكرياء الوطاسى ومهلكه:

فى عهد سلطان السعديين "محمد الشيخ" الملقب بالمهدى والذي تغلب على اخوة الاعرج  قامت حرب بين الفريقين فى وادى درنة فى شهر رجب عام 952هـ ثم أُسر الأمير الوطاسى أخو السلطان الوطاسى "ابى زكرياء بن يحي " وهلك همّا وغمّاً فى هذه الليالى.


استيلاء السعديون على فاس ومهلك السلطان:

بعد استيلاء المهدى على حكم مراكش طمح لغزو المغرب وخطط لحرب بنى وطاس ونكث عهود الصلح معهم وأخذ يسلبهم البلاد بلد تلو بلد إلى ان استولى عليها وكانت من اوائل البلاد المسلوبة من الوطاسيين مكانسة 955، ثم توجه لفاس وحاصرها عام ودخلها بعد أسر سلطانها عام 956هـ ثم قبض على كل الوطاسيون وارسلهم بالقيود الى مراكش عدا ابو حسون اخو محمدالبرتغالى بن محمد الشيخ الوطاسى فقد هرب إلى الجزائر ثم غدر المهدى ببنى الوطاس بعد ان كان قد اعطاهم الامان واظهر لهم العفو وقبل ان السلطان ابا العباس مات مذبوحا فى درعه وقيل مات بمراكش 960هـ. يٌذكر للسلطان ابا العباس الوطاسى احترامه للعلم والعلماء واستشارته لهم ونزوله على رايهم ويطلبهم لمشاورتهم.


دولة السلطان أبى حسون الثانية:

بعد هروبه من السعديين الى الجزائر بعد دخول المهدى لفاس استجيش بالترك الذين كانوا قد سيطروا على المغرب الاوسط واخذ يشرح لهم اهمية فاس وكثرة مواردها وخيراتها ووعدهم بالاموال الكثيرة ان ساعدوه على الرجوع اليها وحكمها واسترداد حكم اسرته.


بالفعل ساعدة التكر بجيش كبير على راسه الباشا صالح التركمانى  "صالح الرئيس" واقتحموا فاس وهرب محمد الشيخ السعدى 961هـ ففرح  اهل فاس بعودتة واستبشروا بذلك ولما اشتكوا من تصرفات الترك اعطى السلطان الاتراك اموالهم التى قد وعدهم بها واخرجهم من المدينة  ونعمت البلاد بالاستقرار مدة.


عودة محمد الشيخ السعدى:

لما فر محمد الشيخ السعدى الى مراكش لم يستسلم واخذ يجيش ويجهز جيش كبير بهدف استرداد فاس وفرض سيطرتة عليها ولما جهز جيشة ذهب لفاس وخرج له السلطان الوطاسي ابا حسون فى جيش كبير فنهزم الوطاسيون ورجع ابى حسون لفاس وتحصن بها فذهب المهدى وحاصرها الى ان ظفر بها واسر ابا حسون وقتله وبمقتل ابا حسون انتهت الدولة الوطاسية خاصة والمرينية عامة وكان ذلك فى شوال عام 961هـ.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ انتهى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر والمراجع

-        السيلاوى (شهاب الدين أبو العباس أحمد بن خالد بن محمد الناصري الدرعي الجعفري السلاوي) : الكتاب: الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى, تحقيق جعفر الناصري/ محمد الناصري , دار الكتاب - الدار البيضاء

-        مصادر تاريخ المغرب والأندلس للمؤلف أنور محمود زناتى ( المصادر – المراجع – الدوريات ) , دار سحر للنشر

-        السيد عبدالعزيز سالم, تاريخ المغرب فى العصر الاسلامى, مؤسسة شباب الجامعة للطباعة

-        الدكتور عبدالكريم كريم : المغرب فى عهد الدولة السعيدية, ط3, الرباط – المغرب 1427هـ-2006

-        بحث الدكتورة سلمى السيد عمر عن الوطاسيين من موقع التاريخ الإسلامى


تم بحمد الله

محمد عبدالغفار بدر


تعليقات

  1. بارك الله فيكم ونفع بكم يا دكتور 💞

    ردحذف
    الردود
    1. قلب الدكتور -ان شاء الله- من جوا والله ❤️❤️❤️

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ الدولة الطاهرية | أول الدويلات المستقلة في الدولة العباسية.

تاريخ الأسكندرية وحضارتها فى العصر الإسلامي حتى الفتح العثماني || تلخيص لكتاب الدكتور السيد عبدالعزيز سالم