مُسيلمة الكذّاب المُتحرّش وسِجاح التي تركت عربيتها مفتوحة! (الفيمينيست قديمًا).

بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرتدّت قبائلٌ عن الإسلام، وتصدّي لهم أبو بكر الصدّيق وأصرّ على محاربتهم مهما كلفه ذلك؛ لكي يُثبت للعالَم آنذاك أن الدولة الإسلامية قوية بما لديها من قوانين وتشريعات تكفي لحمايتها وتكفل لها الإستمرار تحت أي ظرفٍ وفي كل وقت. 


في هذا الوقت ظهر "مُسيلمة" على الساحة -مرة أخرى- وهو الذي عُرف تاريخيًا بـ"مُسيلمة الكذّاب" وكان ظهوره هذه المرّة "مُدعيًا للنبوّة" وقد اتّبعه الكثير من قومه، وتلك طبيعة البشر، لو ظهر لهم أى داعي لأي فِكر في أى وقت لوجد له أتباع! بل ومن الممكن أن يكُر أتباعَه، ومن هنا كانت فكرة عدم الإغترار بالكثرة.


وفي ظِل  كل تلك الأحداث فجأة ظهرت امرأة تُسمّى "سجاح" أدّعت النبوة هي الأخرى! وحقيقةً لا أعلمُ لِماذا؟! فمسيلمة كان قد بدأ رحلته ضد الدين الإسلامي مبكرًا فكان يظهر فى كل موطن ضعف للمسلمين وفى كل موقفٍ حسّاس ليستغل ذلك في ضرب الإسلام من الداخل، لذا فنحنُ على علمٍ به وبمواقِفهِ، أما سجاح! مَن سِجاح؟ ما تاريخها؟ ما الشهادات التي تؤهلُها لتدّعي النبوة؟.


وبرغم ذلك وَجَدَت لها أتباع من قومها "بني تميم" صدّقوها واتّبعوها وكَثُر أتباعها حتى أصبحوا أكثر من أتباع مسيلمة الكذاب، وهُنا أودُّ أن أهمس في أُذُنِك عزيزي القارئ الرجُل: "أنه مهما كان تاريخُك وإنجازاتُك، ومهما كان الـ (C.V) الخاص بك مليء بالكورسات والشهادات، فستتفوّق عليك حوّاء!.


كانت المواجهة بين الأنبياء المزيفين حتميّة، فكل كاذبٍ فيهم يُكذّب الآخر،  حتي وصلوا إلى طريقٍ مسدود لا مفر من الحرب فيه، ولكن أتباع مسيلمة قالوا له بخطورة المواجهة لكِبر جيش سِجاح! ففكر مسيلمة في حلٍ دبلوماسيّ، فهداه فِكرُهُ إلى عرض المناظرة على سجاحح، وقال وأرسل لها فى طلب ذلك وقال أن من يتفوق على الآخر في تلك المناظرة يتنازل للآخر عن النبوّة! فوافقت سجاح على هذا الإقتراح.


عندما يكونُ العبثُ سيّد الموقف، فلا تتعجب من غرابة الطرح، ولا تبحث عن المنطق!.


طلب مسيلمة من أصحابه أن يجهّزوا له خيمة فخمة للمناظرة، ويفرشوها بأرق وأثمن الفراش، وأن يعطّروها بأطيب العطور! وبالتأكيد ليس السبب الخفي كالسبب الظاهر، جاءت سجاح وتركت جيشها على مسافة بعيدة من خيمة المناظرة، وبالتأكيد كانت تلك المناظرة "بدون جمهور" لِمَ لا وكِلاهما يعلمُ في داخله أنه كاذِب!.


غازل مسيلمة سجاح، وأوقع بها وزنا معها، وعرضت سجاح على مسيلمة التنازل له عن النبوّة مُقابل أن يخطبها من أهلها! وبالفعل حدث ذلك وكان مهرُ سجاح من مسيلة أن أسقط من على قومها صلاة العصر!. قُلتُ لك: عندما يكون العبث سيد الموقف فلا تتعجب!.


إن ما حدث من سِجاح وما حدث معها يحدُثُ إلى الآن من "الفيمينيست" وأيضًا في الأخير نرى ونسمع عن حالات اغتصاب يتعرضون لها من الرجال الذين أظهروا لهم احترامًا وتأييدًا! فنرى من يدّعي احترامه للمرأة وعملها يطلب منها التعرّي وارتداء الملابس الفاضحة أمام حشدٍ من الناس بهدف تسويق تلك الملابس! وآخر يُنشئ جمعية تتحدثُ بإسم المرأة وتطالب بحقوقها، وعندما كشف الله ستره عنه للحظات علمنا أنه مُغتصب خسيس!، وآخرُ يطلب للعمل في مشروعة نساء "حسنة المظهر" لا لخبرتها ولا للباقتها ولكن للمتاجرة بها وجذب العملاء، ولعلمه بحب بعض النساء للخروج من المنزل وأيضًا لأن راتب كثير من النساء منخفض عن الرجال، فبالله عليكم أذلك خيرٌ؟.


إن احترام المرأة يبدأُ من اختيار أمٍ صالحة لها، ثم بمكافئة الأب على تربيتها مكافئة لا مثيل لها وهي الجنة، ثم تكريمها بالعلم والتعليم، ثم بعدم تحميلها اى تكليف من تكاليف الزواج فهي ليست مطالبة بشيء، ثُم بحقها في قبول او رفض من يتقدّم لها دون الإعتراض على رأيها أو محاولة الضغط عليها، ثم بإمكانية عدم الإستمرار مع زوجها وحقها فى الخُلع، ثم بكف الألسنة عن تناولها بسوء او التقليل من شأنها... كل ذلك وغيره هو معنى الإحترام الحقيقي الذي كفله الإسلامُ للمرأة، والذي تتركة النسويات وتذهب للحديث عن فضل دم الحيض ووجوب نشر الملابس الداخلية على الملأ واتباع من كل كُتُبها عن المرأة والجنس ومن كل إنجازاتها أنها نزلت بـ"شورت" للجامعة.


مالكم كيف تحكمون!.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدولة الوطاسية (الوطاسيون) || تلخيص من كتاب: الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى لشهاب الدين السلاوي

تاريخ الدولة الطاهرية | أول الدويلات المستقلة في الدولة العباسية.

تاريخ الأسكندرية وحضارتها فى العصر الإسلامي حتى الفتح العثماني || تلخيص لكتاب الدكتور السيد عبدالعزيز سالم