مصالح الرِجال ومصالحُ الله! | سقوط الدول الدينية
من الأسباب الكثيرة والمختلفة التى قرأتُها عن "سقوط دولة المرابطين" جذب انتباهي، ولفت نظري سبباً واحداً، هو السبب الأول والأساسي لسقوطها وهو أنها دولة دينية محضة، السلطة والمكانة والنفوذ والحكم فيها كان للفقهاء الذين هُم بشر لاتؤمن سرائرهم.
بل لم تكن دولتهم منفتحة على الفقهاء الذين هم من المسلمين أيضًا، فلم تقم مناظرات كالتى كانت تحدث فى المشرق بين المذاهب وبعضها، بل أكتفوا بالمذهب المالكي، ورفضوا كل علوم الكلام والمنطق وأمروا بإحراق كتب أبي حامد الغزالى، وعكفوا على قراءة ودراسة "الموطأ" ويكأنّه القرآن حتى ان "ابن تومرت" استطاع التفوق عليهم بسهوله لعلمه الشامل الواسع.
وبدلاً من أن يقفوا على مواطن ضعفهم ويسدوا ثغراتهم تمسكوا بمنهجهم وسياستهم التى أدت لسقوطهم فى أوج قوتهم.
لقد وصفوا أتباع "ابن تومرت" بالخوارج وبالتالى أصبح دم أتباع بن تومرت حلال، واصبحت الحرب قائمة لا مفر، وأصبح قتال قوتين كالموحدين والمرابطين وبالاً على المسلمين، وذلك لأن السلطة كان لديها خاتم ونقش يتقدمه أسم الله فقطعت طريق الإعتراض عليها لانها تنطق بلسان الله.
لطالما حققت الدول الدينية مصالح الرجال لا مصالح الله، وإذا نظرنا لتاريخ الدول الدينية نجد أن الخوارج هم أول من طالبوا بيها تحت شعار "لا حكم إلا لله" وما كان هذا هدفهم من الأصل ولكن كان غطاء يريدون من خلاله الوصول للحكم.
وسأنقل لكم -إن شاء الله- أسباب سقوط دولة المرابطين كما وردت فى المصادر والمراجع حتى أضع بين ايديكم الأسباب الواردة فى ذلك وأترك لكم الحكم.
تعليقات
إرسال تعليق