عطاء الإسلام الحضاري || تلخيص لكتاب الأستاذ أنور الجندي.
المقدمة:
الحمدلله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا
عدوان إلا على الظالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والأخرين،
وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم
الدين.
لقد قام الإسلام ودولته على أساس علمى ومنهج
قويم مكّن له وأعطاه الدوام والإنتشار، وخلّف لنا الأوائل حضارة يعترف بها
المنصفين فى الشرق والغرب، حضارةٍ بالمعنى الشامل، فنرى منهج إسلامى فى النظام
السياسى، ومنهج إسلامى فى النظام المالى، القضائى، العسكرى، الإجتماعى، الإدارى،
ونرى الأسس التى قامت بها دولة الإسلام منذ عصر صدر الإسلام من تعليم وتربية
انتجوا فنون.
نتحدث فى هذا البحث عن "عطاء الإسلام
الحضارى" وهو موضوع تناوله العلماء والمفكرين المسلمين والمستشرقين
المنصفين وكان الهدف من البحث هو الوقوف على عوامل نجاح دولة الإسلام وإسهامات
المسلمين فى حضارة غيرهم من كل دول العالم.
فى الصفحات القادمة نعرض تلخيص لكتاب من
تأليف الأستاذ/ أنور الجندى، بعنوان عطاء الإسلام الحضارى، وكان الأستاذ أنور
الجندى باحث وأديب كبير له عدد كبير من المصنفات التاريخية والسياسية والفلسفية
والإجتماعية وسير الأعلام.
أتاحت له دراسته فى الجامعة الأمريكية وتعلمه
للغة الإنجليزية معرفة ثقافات الغرب وشبهاتهم حول الإسلام، فعمل على الرد على تلك
الشبهات وإنصاف الحق بالمنهج العلمى السليم والحجة القوية البالغة.
يختلف الكتاب مع طه حسين ولطفى السيد فى
مشروعهم الوافد على مصر والذي يتبناه هؤلاء وأمثالهم والذى لا يعتمد على القيم
الثلاث لأى نهضة وهى (العقيدة – اللغة – التاريخ) ويقول أن هذا سبب اختلال وتخبّط
منهجهم الذى فشل فى تحقيق غايته من إيجاد مجتمع إسلامى سالم آمن ربانى.
ويتهم الكاتب هؤلاء الأدباء بأنهم يجرون
المجتمع الإسلامى محاولين انتزاع عقيدته وجعل إنتماءه لمذاهب ما قبل الإسلام
كالفرعونية والفينيقية بما فى هذه المذاهب من عنصرية وإباحية ومادية، تسبب ذلك فى
تمزيق الأمة وتبنيها لمذاهب وافدة مثل الماركيسية والعلمانية والليبرالية وهذه
المذاهب كلها ترمى إلى فصل عناصر الأمة الاحدة التى جمعها القرآن على كلمة واحدة[1].
ويقول الكاتب بضرورة وجود مشروع وتصور إسلامى
حضارى لمواجهه هذه الأفكار الدخيله علينا والتصدى لمثلها من الأفكار ذات المنبع
ذاته، ويكون ذلك التصدى باستمداد تصور المشروع الحضارى الإسلامى من المنبع الأصيل
للحضارة وهو الأصل الأصيل والقرآن الكريم الذى لا يأتية الباطل من بين يديه ولا من
خلفه.
على هذا النحو يسير الكاتب ونستعرض معاً
آراءه وأفكاره محاولين الكشف عن وجهة نظره وإمكانية تطبيقها فى الوقت الراهن،
وتماشيها مع المناهج الحضارية السليمة أم أنها مجرد سرد لطموحات يصعب تحقيقها
لخروجها عن المنهج العلمى الصحيح.
مُلخّص الكتاب:
إن النفوذ الأجنبى عالم بهدفه حريص على
تحقيقة، يعرف أدواته ووسائل تحقيق ذلك الهدف الذى هو تمزيق الوحدة الإسلامية
الجامعة، وإقامة القوميات والأقليميات بدلاً منها، وظهر ذلك الهدف فى قول
"هاملتون جب" بأن الهدف من التعريب هو خلق أقاليم كثيرة لكل واحد منهم
ثقافة يستعلى بها على مفهوم الإسلام والقرآن والتوحيد الخالص وبذلك تتمزق الأمم.
كان الهدف تمزيق الامة الإسلامية وراء تواريخ
حزبية قاصرة، بينما كانت الأمة تصدر عن تكامل جامع بوصفها الإمة الإسلامية التى
تتوازن عناصرها وتتلاقى.
لقد كان واضحًا أن أصحاب مشروع النهضة الغربى
العلمانى الوافد الذى يرمى إلى تمزيق وحدة الأمة تحت مسميات الأقاليم والقوميات قد
وجدوا فى تدمير الجامعة الإسلامية منطلقاً حقيقياً لتمزيق كل القيم التى عرفتها
هذه الأمة من خلال العقيدة واللغة والتاريخ والتراث.
وحين يطرح الفكر الإسلامى اليوم المشروع
الحضارى الإسلامى للنهضة، إنما يجيء ذلك بعد أن سقطت كل المشاريع العلمانية
الوافدة وبعد أن اكدت التجربة فى العالم الاسلامى وفى أقطارة المختلفة على فشل كل
الأيدولوجيات التى حاول بعض العلمانيين ودعاة التغريب بمساعدة القوى الوافدة على
فرض هذه المناهج وإقامتها.
لذا أصبح لزامًا على المسلمين اليوم أن
يشكلوا منهج حياتهم ومجتمعهم على أساس التوحيد الخالص ومن منطلق القرآن الكريم
والسنة المطهرة وبذلك كانت العلامة على الخروج من التبعية والإتجاه نحو العودة إلى
المنابع الحقيقية.
والواقع أن لا سبيل لأى مشروع حضارى فى أن
يُمكِّن لقيام الأمة القادرة على حمل رسالة الحق تبارك وتعالى للعالمين إلا إذا
استمد مفاهيمه من الأصل الأصيل الخالد والنص الموثوق الذى لا يأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه والذى هو جماع القيم الربانية العليا.
وكان لابد أن يكون المنطلق الحقيقي من الكتاب
والسنة على النحور الذى بدأت به النهضة الأولى، إيمانا بأن القران كتاب الله
الخالد الصالح لكل زمان ومكان، والذى هو الينبوع الذى تنطلق منه المناهج والخبرات
التى تمكن للمسلمين خاصة وللبشرية عامة من جنى الثمار من خلال مخاطبة العقل والقلب
والوجدان.
ومن هذا المنطلق يمكن تأصيل كل المنظمات
القائمة وردها إلى منبعها: منظمة الإنتماء ومنظمة المجتمع ومنظمة التعامل الخارجى
مع الغير وتكامل المجتمع الداخلى وتصحيح مسار الاقتصاد ورفض النظام الربوى ووضع
المرأة فى مكانها الطبيعي عمادًا للأسرة والمجتمع وبناء التعليم على أسس التربية
الإسلامية وتوجية ادوات الترفيه والتسلية نحو الوجهه السليمة التى تحقق هدف
الترويح وليس الترفيه دون الدخول فى دائرة الإنحراف والتبذل وحماية الوجود
الإجتماعى كله من الإنحراف الأخلاقى ومن الفساد والفحشاء والأثم كله.
ولما كان الاسلام يمتلك قوه رائعة لا يمتلكها
أي منهج بشرى أو أيدلوجية عصرية تلك الوسطية وسطية التوازن والتكامل والموائمة بين
القيم بحيث لا يوجد في خلال ذلك أي صراع طبقي، أو خصومة بين الاجيال، هذا التكامل
يفرض مسئولية خطيرة على الفكر الاسلامي وهو أن يقف موقف المراجعة الواسعة للفكر
المادى الغربي والفكر الالحادى الشرقي بإعتبار ان كل منهما يمثل انشطارية لا تحقق
سلامه النظرة حيث تقف النظريات موقف التجزئة، بينما يتميز الاسلام -الاسلام واحده-
على جميع النظريات والايديولوجيات والمذاهب في الشرق والغرب في القديم والجديد
بكمال النظرة والتوجه.
ويجب أن يكون واضحًا أمام الامة الاسلامية أن
التجربة الغربية بشطريها قد انتهت إلى الفشل وأن المسلمين لا يأخذون نظم الأخرين،
ولكنهم يستفيدون من الوسائل فيصهرونها فى بوتقة فكرهم، ويحولونها إلى مواد خام
ينتفعون بها دون أن تحاصرهم أن ينصهرون فيها.
ذلك أن رسالة الإسلام جاءت فصدّقت جميع
رسالات الأنبياء، ومن ثم نسختها وهيمنة عليها وقد جمع القران الكريم أصول رسالات
السماء كلها، من صحف إبراهيم إلى توراة موسى وزبور داود و إنجيل عيسى.
وقد كانت الشريعة الإسلامية عنصرًا حاميًا
ومؤكدا لحقوق العناصر المختلفة التي صهرها المجتمع الكبير في بوتقته.
إن النظام الاسلامي هو المنطلق الحقيقي لبناء
المشروع الحضاري الإسلامي بقاعدته العريضة من خلال فروعه الثلاث :
(1) الشورى. (2) العدل الاجتماعي. (3) الحدود والضوابط.
وهذه القيم هي وحدها التي تُمَكِن المجتمع الإسلامي
من التماثل المفضي الى الوحدة الاسلامية الجامعة، حيث تتسع دائرة التشابة ويمتد
مفهوم التعارف الاسلامي بحيث تلتقي كل العناصر والأفكار والقوميات، حيث يمثل الوطن
العربي وحدة كامله في مجال الإقتصاد والثروة والقوى العامله والأرضي الزراعية وغير
ذلك من المعطيات.
وليس هناك طريق آخر لبناء المشروع الحضاري الإسلامي
غير إقامة التصور السياسي والاقتصادي على أساس منهج الإسلام نفسه، وليس على واقع
المجتمعات القائم والذي تَشَكّل خلال السنوات الاخيرة من خيوط وافدة مغايرة لمعدنه
الاصيل ومنهجه الصحيح حيث توضع قضيه الديمقراطية بديلًا عن تطبيق الشريعة أو اعتمادها
مرتكزًا أساسيًا للمشروع الحضاري الإسلامي‘ ذلك ان الديمقراطية الغربية لم تستطع أن
تحقق الشورى في مجتمعاتها التي جاءت منها فمن الأولى أنها لن تستطيع أن تكون قاعدة
نظام يعتمد على المنهج الرباني.
ونحن نعرف أن الديمقراطية منذ أن جاءت من
الغرب قد عجزت عن تحقيق أي عدل اجتماعي أو شورى، وأن مانحتاجه منها هو الحرية وهي
موجودة لدينا في النظام الاسلامي على نحو يُعرف (بالحرية المنضبطة) وهي لن تكون إلا
مدخلًا لتحقيق التصور الإسلامي، أما ما يقال من "أن تطبيق الشريعة يتم في
نهاية المطاف -إذا قدر له-" فذلك ليس ينطلق إلا من اهواء الذين يرمون إلى
قيام مشروع حضاري إسلامي مغلوط ترضى عنه القوي الغربية ذات السلطان والتي ترغب في
تفريغ الإسلام من مضمونه الحقيقي وقص اجنحة الصحوة الإسلامية بالتمويه لتحجب
مفهومات أساسية ترغب في حجبها مثل الخلافة والشريعة الإسلامية والحكم وتحريم الربا،
ثم تضع كلمات أُخرى زئبقية بحيث لا يبقى بعد ذلك من الفكرة الإسلامية الأصيله الا
تثبيت العلمانية الموجودة الآن، والقائمه فعلًا بغلاف برّاق علمًا انه لا عدل
اجتماعيًا ولا حرية حقيقية ولا شورى ملزمة إلا من خلال المنهج الإسلامي.
والحقيقة أن المسلمين عربًا وفرسًا وتركًا
وهنودًا مسلمون تجمعهم مظلة لا اله الا الله، يلتقون على مساحة واسعة من التكامل
النفسي والإجتماعي ولا يختلفون إلا في مساحة قليلة من عوامل البيئة وظروف العصر.
فإذا أردنا أن نتصور المنظمة الإسلامية
وجدناها تتمثل في الوسطية الجامعة بين الروح والمادة، والقلب والعقل، والمنهج
والتطبيق، والوحي والنقل، تقيم الشورى منطلق للحكم وتقيم الزكاة منطلق لحماية
المجتمع وترسم الإقتصاد وفق حماية الأمة، تأخذ من غنيها لتعطى فقيرها وتقيم حياتها
كلها على أساس الأخلاق التي هي وعاء المجتمع الوحضارة والفرد أيضاً والتي تبني
الفرد المسلم على أساس المسؤولية الفردية والإلتزام الأخلاقي وتجعله منطلق لبناء
الأسرة المسلمة فالجماعة المسلمة فالحكومة المسلمة ولابد من رعاية كاملة لكل عناصر
المجتمع وحمايته يقظة لاتغفل عن حدود والثغور على أساس مفهوم الجهاد الإسلامي.
ويجب أن يكون واضحًا أن الشورى الإسلامية
ليست هي الديمقراطية وأن العدل الاجتماعي ليس هو الإشتراكية كما يحاول البعض
التمويه على الشباب المسلم ولنكن واعيين تمامًا إلى حقيقة أساسية وهي أن الفكر
الليبرالي الغربي قد أثبت منذ سنوات عديدة منذ عرفته البلاد العربية والإسلامية عجزة
تمامًا عن العطاء، حتى في دائرة بلاده حيث يطالب الناس هناك بنظام اقتصادى جديد،
كذلك كان الأمر بالنسبة للنظام الماركسي الاشتراكي.
وقد أكدت الأحداث هذه الحقائق حيث أعلن في
السنوات الأخيرة عن فشل الفكر الماركسي بعد 70 سنة من تطبيقه حيث انهارات القواعد الماركسية
اللينينيه وسقطت تماثيل ماركس ولينين وستالين في مختلف عواصم الغرب.
وفي هذا المنطلق هناك جملة حقائق اساسية:
أولاً: أن الإسلام دين ومنهج حياة وانه يجمع
بين العلاقتين مع الله تبارك وتعالى من ناحيه ومع المجتمع من الناحيه الأخرى.
ثانياً: أن الإسلام يقبل بالمفاهيم العصرية
في العلوم والتجارب ولايُعرِض عنها أو يُغلق الباب دونها، ولكنه في نفس الوقت يحول
هذه التجارب والمناهج الى مادة سائلة يدخلها في كيانة وتنصهر في وجوده العام ولا
تتحول إلى طابع مسيطر على أي نحو من الانحاء بمفهوم المحافظة على الذاتية الخاصة
وعدم الانصهار في الحضارات المختلفة ولا يقبل أي تحول عن عن الأعمدة الثوابت التي
تحكم مسيرته من حيث الحدود والضوابط والقيم.
ثالثًا: أن الغسلام يقرر وضع للإنسان يختلف
عن مفهوم الغرب او المذاهب الأخرى فهو يكرم الإنسان ويجعله مستخلفًا على العمران
في ضوء الإيمان بالله تبارك وتعالى، والتحرك في دائرة الإستخلاف ليكون عطاء الدنيا
عامل للبشرية كلها و ليس قاصرًا على جانب منها وهو في هذا المجال يقيم حياته على
مفهوم المسؤولية الفرديه والجزاء الاخروى.
رابعًا: أن الإسلام يجعل الملكية الحقيقية في
الثروة والاموال لله تبارك وتعالى و يجعل الإنسان مستخلفًا في هذه الأموال وله
فيها ملكيه مجازيه تختلف عن ملكية الفرد وملكية الجماعة.
خامسًا: أن الإسلام يجمع بين الثوابت
والمتغيرات كما يجمع بين الروح والماده والقلب والعقل والدنيا والاخرة و يجدد نفسه
كل مائة عام ويقبل الإجتهاد و يفتح باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد
في سبيل الله، والإجتهاد في الاسلام يواكب المستجدات ويستنبط للجديد أحكامًا ويجمع
بين علمي الغيب والشهادة ويجمع بين العقل والنقل.
سادساً: إن الاسلام يقر المساواة بين الرجل
والمرأة بتمييز الطبيعة بين الانوثة والذكورة وكل له وظيفته فهي ليست مساواة الندية
التي تقيم التناقض بين الرجل والمرأة وإنما مساواة التكامل بينهما.
سابعًا: إن هناك حقيقة أساسية وهي استحالة
انفصام الشخصية الإسلامية عن الدين والإيمان بالله تبارك وتعالى مهما حاولت القوى
التغريبية اشاعة دعواها الباطلة بمقولة أن الإنسان المعاصر لم يعد في حاجة إلى
تدين بعد أن وصل إلى كل هذا القدر من العلوم العصرية، بل أن كل العوامل المتصلة
بحياة الإنسان في هذا العصر والتحديات التي تواجهه توحي بالحاجة للعودة إلى الدين
في إيمان يسبغ على النفس الإنسانية الأمن والأمان والثقة بالإله الخالق تبارك
وتعالى، بعد أن اضطربت المقاييس وتزعزعت الثقة في كل المعتقدات والقيم البشرية
التي صاغها الفلاسفة خلال القرون الثلاثة الأخيرة والتي ثبت إفسادها وعجزها عن
العطاء لتوقفها عند الجانب المادي والتنكر للجانب الروحي.
لقد تطلعت نفوس الكثيرين من المثقفين في
الغرب أخيراً إلى الإسلام كونه منقذاً من هذه الأزمة وهذه الحيرة واستطاع فعلاً رجال
مثقفون على قدر كبير من العلم أن يجدوا في الإسلام ملاذهم.
والمسلمون
اليوم يؤمنون بأن بلادهم مستهدفه لأخطار كثيرة فلابد من دعم الوجود السكاني بحيث
يكون قادرًا على حماية البلاد ورد كيد الأعداء عنها.
والمسلمون اليوم يؤمنون بضرورة أسلمة المناهج والعلوم المعروفه وتقديم البدائل الأصيلة لتحل محل المفاهيم الوافدة فى مختلف المجالات؛ كما أنهم يؤمنون بضرورة بناء قاعدة صلبة للتربية الإسلامية الخالصة التي تحتفظ بعناصر الأمة وقدرتها على الإيمان بحق الله تبارك وتعالى على المسلم في دائرة الإستخلاف والعمران والسعي والتحرر من الضعف والترف الوهمي، ولابد أن تخرج الأمة الإسلامية من طابع الضعف وتدخل مرحلة الصمود والعزيمة وذلك حتى تستطيع أن تحقق وجودها الحقيقي وتقييم مجتمعها الأصيل الذي يحمل طابع ذاتيتها الخاصة المتحررة من التبعية لتقدم الإسلام للبشرية بوصفه العامل الوحيد القادر اليوم على تحريرها من عوامل القلق الهائل والإضطراب الشديد الذي يعصف بالنفس الإنسانيه نتيجة عبادة المادة والإنصراف عن عن قيم الاخلاق والإيمان.
[1] أرى أن الكاتب
يتحامل على طه حسين ويُحملُه مشكلة عدم وعي أُمة بأكملها وغفلتها عن تاريخها،
ويتغافل عن طبيعة الإنسان العِالم المجتهد الذى يجتهد ويُخطئ، ويُراجَع فيرجِع،
ولو أننا صادرنا على كل عالم له اخطاء ورميناه بمثل هذه التهم التى من شأنها سد كل
الطرق التى تؤدى إليه، لن يبقى بذلك عالم نأخذ منه علم، ولو أن الكاتب كان يعرض
بعض القواعد والأقوال لمن يعترض عليهم ويفندها بالمنهج العلمى ذاته لكان خيراً له.
💕❤
ردحذف❤️❤️❤️
حذف