المُغُول|| مُقدمة قصيرة جدًا
منذ أواخر القرن 11 إلى القرن 14 حدثت أحداث
كبيرة كادت تودى بالحضارة الإسلامية مثل: الحملات الصليبية، المغول، تفكك
الشرق الإسلامىو حدوث التصارع والتصادم.
لم يكن الدين هو المحرك الأساسى للمغول، وكان
الهدف الطاغى هو هدف سياسى بحد، وفى ذلك تفسير لتسامحهم مع الأديان وعدم تعصبهم
لدين بعينة، وتحولت طاقتهم الدينيه وإنتمائهم الروحى إلى طاقة تقديس للخان الأعظم.
حدث الكثير من اللغط والجدل بين الدراسين
وغيرهم فى مسألة المغول والتتار، هل هما واحد أم مختلفين، والثابت تاريخيًا أنه لم
يُعرف المغول إلا بعد مهاجمة جنكيز خان للتتار وسيطرته عليهم، وكلا الطرفان من جنس
واحد وهو الجنس التركى، وبذلك يكون التتار أقدم من المغول، وكان التتار هم سكان
هضبة التبت، والمغول من سكان منغوليا.
كانت البيئه من أهم العوامل التى ساعدت
المغول فى بناء إمبراطوريتهم، وكذلك هى عامل التأثير فى بناء أى مجتمع، حيث أنها
تتدخل بصورة مباشرة فى التكوين الجسدى والثقافات.
كان المغول والتتار يسكنون فى الهضاب وأشهرها
التبت وكانت المعيشة صعبة للغاية ولا يستطيع العيش فيها الا من كانت له طباع خاصة.
كان يسوغاى من سادة المغول ورئيس القبيلة
والد تيموجين قد توفى وتركه وعمره 10 أعوام، فتربى تيموجين عند أصدقاء والده إلى
أن بلغ 17 عام وعانى الكثير من الصعوبات وساعدت أمه فى تكوينة وتربيته، أحب
القيادة وعمل بها وظهرت براعته وأكتسب هيبة فى قلوب قبيلته بسبب أفكارة عن الإتحاد
مع القبائل وتكوين امبراطوريه كبيرة تحكم العالم.
كان المجتمع الذى ظهر فيه تيموجين يسيطر عليه
عدد من الصفات منها الحميد ومنها الخبيث، الشجاعة والعنف والهمجية والقوة والإصرار
والعناد والسرقة والرعى والقسوة والصراع والصبر والجلد والفروسية والعزلة والجهل.
من أشهر قبائل المغول: نيمان وهي أكثر
قائل المغول حضارة لمجاورتها قبائل الإوغور، المركيت وهى أكبر قبائل المغول
وأقواهم وأشدهم بأسًا، قيات وهي قبيلة تيموجين تقع على شواطىء الشعب العليا
لجبال قراقورم وكانت منزلتها رفيعة بين المغول كمنزلة قبيلة قريش عند العرب.
لم تكن محاولة تيموجين لتوحيد القبائل هى المحاولة الأولى من نوعها،
فقد كانت هناك محاولات عديدة من قبله ولكن باءت كلها بالفشل وكان من قادة هذه
الفكرة (كابل – يسوغاى – كوبيلاى)، وكانت الكلمة العليا لقبائل الخطا ثم أسرة كين.
ولد تيموجين 549هـ/1155م بمنطقة دولون
بولدلق بقراقورم، كان المغول يسمون أسماء
تدل على معانى، وكان معنى أسمه (الحديد الصلب)، أم تيموجين تسمى هوئلون،
وأخوانه الذكور هم قسار و ختشيئون و تيموج، والإناث واحدة
أسمها تيمولون.
اجتمع مجلس القوريلتاى عام 600هـ ووافقوا على
تنصيب تيموجين حاكم لإمبراطوريتهم وأطلقوا عليه لقب جنكيزخان (حاكم العالم)، وأضفى
جنكيزخان على نفسة صبغة دينية، فقدسه رعيته وأطاعوه واعتقدوا أنه مفوض بأمر إلهى
لحكمهم، وذلك لأن جنكيزخان يعلم أن البشر فى حالين طمعا فى رضا الرب، خوفا من
عقابة.
كان أول عمل لجنكيزخان بعد تنصيبة هو بناء
خيمة تدار منها أمور الحكم وتوظيف حرس خاص له لتفادى الهجمات المفاجئة التى كانت
من سمات المغول وشرع كذلك فى بناء جيش قوى لمساعده فى تحقيق الأمان الداخلى
والتوسعات الخارجية وصد الهجمات وذلك الجيش يشمل الات الحرب والخيول وساعده فى ذلك
طبيعة الجندى المغولى، واتخذ من قراقورم عاصمة لإمبراطوريته، ومن مجلس القوريلتاى
مجلس وطنى له، لم يعرف عنه اعتناقة لدين معين برغم اعتناق المغول للديانة
الشامانية.
فى عام 603هـ وضع قانون الياسا الذى جمّعة من
العادات الوتقاليد المنتشرة فى المجتمع الذى يعيشه والصين التى فتح مناطق كثيرة
منها، وامتاز هذا القانون بالشدة والقسوة والصرامة بحيث يكتسب الهيبة والإحترام من
الصغير والكبير، وكان هذا القانون بمثابة قفزة كبيرة للمغول وانتقالا من الهمجية
للنظام.
بعد أن وطد جنكيزخان دعائم ملكة فى الداخل
كانت له معاملات فى الخارج، فأرسل فرق الإستطلاع التى امتازت بالخفة والسرعة
والمهارة، وكان يرسل الرسائل للملوك قبل لهجوم يطلب منهم الدخول فى طاعته وعدم
مقاومته، وكانت من سياسته إيهام العدو بوجود ثغرة فى الجيش فيقدم العدو على هذه
الثغرة فإذا بها فخ يقع فيه ويسبب له الهزيمة، برع المغول فى التكتيك والنظام
والخداع الحربي.
كانت أفعال جنكيزخان مشهورة فى خارج منغوليا،
ولكنه بحسب حياته ومجتمعة وعدم سفره للخارج وفعله كل ذلك بذكاءه فقط، وفى هذا
المجتمع الهمجى يكون جنكيزخان طفرة فى تاريخ المغول، فقد كانوا فى عزله عن العالم،
لذا لا نكون مبالغين ان اطلقنا عليه (عبقرى هذا الزمان).
بدأت حركتة التوسعية بالصين عام 606هـ بطبيعة
الموقع الجغرافى لها، ودخلت كقير من المناطق فى طاعته سواء الغزو أو بالإستسلام
قبل الغزو ونتج عن ذلك دخول ديانات وثقافات جديدة للمجتمع المغولى، ثم عام 607هـ
اصطحب أولادة (جوتشى- جغتاى- أوكاتاى- تولوى) فى حملة على الحدود الصينية، وأعمل
السيف والقتل والخراب وأسقط البلاد وأذل ملوكها، وفى عام 610هـ انفذ 3 حملات أخرى
بقيادتة وأولادة وقادته وكانت نتيجتها أن اخضعت له معظم ممالك الصين ثم قرر التوقف
ومصالحة (واى وانج) رغم انتصاره عليه ورجع
لمنغوليا وأخلف على البلاد المفتوحة قائدة موقلي، وذهب هو ليتفقد الفارين منه مثل
كوجيك الذى تعاون مع الخوارزميين واسقط بلاد الخطا واقتسمها مع الخوارزميين فأرسل
له جنكيزخان جيش بقيلدة نويان فقتله وقتل من بقى من النايمان.
ساعدت هذه الإنتصارات فى تقوية المغول من حيث
الجانب المادى والجانت المعنوى، فاكتسبوا ثقة فى نفسهم وفى قائدهم وامبراطوريتهم،
وتاقت نفسهم لحروب ومغانم اخرى، وتحسنت حالتهم المادية، بفضل نظامهم الحربى
وتنظيمهم للجيش ومهارتهم فى استخدام نظام الجواسيس.
كان حال العالم الإسلامى ابان قياد
امبراطورية المغول ينذر بالسقوط، فقد بدأ الضعف ينسج خيوطة فى الخلافة الإسلامية
بعد عصر حافل من الفتوحات والإنتصارات وبداية عصر الضعف كان منذ عهد المتوكل
العباسى 232هـ وكانت الأحوال تتغير من سيء لأسوأ بسبب حياة اللهو والرفاهية التى
عاشها الخلفاء.
الخلافة العباسية، السلاجقة فى بغداد، سلاجقة
الروم فى غرب بغداد، الدولة المملوكية فى مصر، الدولة الخوارزمية، الفاطميين
(الدعوة الإسماعيلية). كل هذه القوة الإسلامية متناحرة منقسمه عن الخلافة اولا ثم
على نفسها من الداخل.
كانت بداية غزو المغول للمشرق الإسلامى منذ
حادثة التجار بين المغول وخوارزم، فقد كانت الأحال قبل هذه الحادثة تتسم بالهدوء
وكانت هناك معاهدة هدنه بين الطرفين عقدت عام 612هـ ونقضها الخوارزميين بعدها
بثلاثة اعوام، بالفعل كانت الحرب قائمة بينهم لا محالة خاصة بعد قضاء الخوارزميين
على بلاد الخطا التى كانت فاصله بينهم وبين المغول وبذلك أصبحوا فى جوار مباشر مع
المغول ولكن حادثة التجار جعلت الحرب المغولية أقسى وأعنف، وقدمت من وقتها، فقد
قال المؤرخون أن جنكيزخان فى هذه الفتره مال الى السلام وانهاء حاله الحرب
والإهتمام برفاهية شعبه وتعمير مملكته.
تم بحمد الله
محمد عبدالغفار بدر
وفقك الله ونفع بكم ��
ردحذفاللهم آمين، وإياكم
حذفماشاء الله ربنا يزيدك علما اللهم امين يارب ويجعل ذلك في ميزان حسناتك باذن الله 💞💞
ردحذفاللهم امين، تسلمي ياحبيبتي
حذف