بين إحتكار العلم وحقوق الملكية || موقع Internet Archive نموذجًا.


بين إحتكار العلم وحقوق الملكية || موقع Internet Archive نموذجًا.
لا شَك أنك كطالب في أى مرحلة من المراحل التعليمية قد طُلِب منك إنشاء أبحاث أو مقالات عن موضوعٍ مُحدد، فقد أصبحت مادة الإنشاء مادة مستقلة ثابتة في بعض المدارس، لذا فكان الإنترنت هو وجهة الطالب والباحث الأولى، يتجة إليها في سبيل العثور على مصدرٍ أو مرجع يتناول من قريب أو بعيد موضوع بحثِه.

وكان الجميع يُعاني من المواقع المزورة التى تستخدم العنواين الكاذبة لجذب الزيارات وتحقيق الربح منها، وعلى كثرة تلك المواقع وجد طُلاب العلم والباحثين شُعاع نور وسط تلك الظثلُمات، كان هذا الشعاع هو موقع "أرشيف الإنترنت".

فبالإضافة لكونة موقع مجاني بالكامل، نجده سهل التعامل، فما إن تبحثُ عن كتابٍ ووجدتَهُ داخل الموقع، فما عليك إلا أن تنظر أسفل الكتاب حتي تجد كلمة (Pdf) ثم تضغط عليها فيتم تحميل الكتاب أوتوماتيكيّاً بدون الدخول على مواقع وروابط اخرى، وبدون أن يكون الرابط ملغم أو فاسد لا يعمل.

واليوم استقظ الباحثين على خبر غلق موقع أرشيف الإنترنت! فاضطرب الجميع، ودارت فى أذهانهم التساؤلات، ماذا لو كان الخبر الخبر صحيح؟ ماذا عن بحثي الذي لم يكتمل؟ ومن أين لي بالأموال لشراء كل تلك الموسوعات والكتب؟ ومن أين لنا بالوقت والجهد الذي يستدعيهما الذهاب للمكتبات فى كل محافظات الجمهورية؟ هل نحن نتقدم أم نتأخر لزمانٍ كان التحقق من معلومة واحدة يتطلب السفر أياماً وشهوراً.

ويزداد رعب الباحثين عندنا يرون كتبًا كانت مُتاحة ومجانية منذ أيامًا ولكنها الآن أصبحت غير متوفرة، أو متوفرة بمبالغ طائلة يعجز طالب علم ليس له مصدر دخل في تحصيلها ودفعها في مقابل كتابٍ واحد، ثم المواقع التى أصبحت تُتيح أقل من 5% من محتواها، وتم حجب الباقي ولمن يريد أن يطّلع أكثر فعليه الدفع!.

لا يوجد مانع من التأليف والنشر بهدف الربح، وذلك ليس تقليلاً من شأن نشر العلم وتعليم الناس، ولن أُقارن علماء ومؤلفون اليوم بالإمام الشافعي الذي قال: وددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا ينسب إلي شيء منه أبدًا؛ فأوجر عليه ولا يحمدوني. فكُل إنسان له مطلق الحرية فى تحقيق أهدافه.

ولكن القصد هو أن يتيقظ الباحثون، وأن لا يتأخر الكثيرين من الناس عن الإلتحاق بركب العلم والبحث، فمتاح الأمسِ محظور اليوم، ومتاح اليوم هو محظور الغد. والرامي نفسه فى أحضان الإنترنب بلا حساب لأهداف الماديون الحقيقية، كالرامي نفسه في أحضان من لا يرحم ولا يدين بغير دين المصالح، ولا يهتم بغير جني الأموال.

والحل -من وجهة نظري- للحفاظ على العلم متداول بين الطلبة أمثالنا، هو الأخذ بما نجح مع من قبلنا، وهو امتلاك الكُتُبِ عند استطاعة ذلك -كلٌ في مجاله-، وتدارُس العلم وحمله في الصدور، وكتابة أبحاث ومؤلفات، وطباعتها، والأهم هو تعليم الناشئين والحرص على تبليغ ما تم تحصيله من علوم ، والإحتفاظ بما يمكن الإحتفاظ به من كتب مصورة (Pdf) في مجال تخصص كل باحث، تحسّبًا لخبر يكون مثل ذلك.

والسؤال الذي لا أجد له إجابة إلى الآن: إن كانت تلك المواقع التى تبيع الكتب قد تعاقدت مع المؤلفين لبيع كتبهم وبموجب هذا العقد أصبحوا يغلقون كل المواقع التى تتيح تلك الكتب المُتعَاقَد عليها مجاناً، فمن من تلك المواقع تعاقد مع ابن خلدون وابن الأثير والطبري وغيرهم من العلماء والمؤرخين؟!.

هل Admin صفحة الفيس بوك الخاصة بنشر صوتيات لمشاهير قرّاء القرآن الكريم قد تعاقدت مع أحفاد المنشاوى وعبدالباسط وغيرهم، فأصبحتُ لا أملك حق نشر تلك الصوتيات على صفحتي؟.

لكم الإجابة...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدولة الوطاسية (الوطاسيون) || تلخيص من كتاب: الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى لشهاب الدين السلاوي

تاريخ الدولة الطاهرية | أول الدويلات المستقلة في الدولة العباسية.

تاريخ الأسكندرية وحضارتها فى العصر الإسلامي حتى الفتح العثماني || تلخيص لكتاب الدكتور السيد عبدالعزيز سالم