الثانوية الأزهرية || والثانوية العامة || وثقافة المصريين.


الثانوية الأزهرية || والثانوية العامة || وثقافة المصريين.
لن أتحدثُ -كما يتوقع الكثير- عن حكاياتي المضحكة مع الثانوية الأزهرية، وكيف كانت تلك الفترة وكيف كنتُ أنا فيها، ولن أُقلل من شأن المجتهدين ولن أُبالغ في مواساة الذين لم يكتب الله لهم التوفيق لأسباب تتعلق بهم أو بغيرهم!.

إذا عن ماذا سأتحدث!.

سأتحدث عن أن الثانوية ليست هي المرحلة الأخيرة، وليست هي نهاية المطاف، بل وأن التعليم في جمهورية مصر العربية لم يكن المنتهى!.

مَن حصل على الدرجات النهائية هم "مجتهد" تغلّب بطريقته وخُطته على النظام الروتيني واستطاع بطريقةٍ ما أن يتخطي تلك العقبات التى على رأسها (الفساد - المحسوبية - الضغط النفسي - المنهج البالي).

ومَن لم يستطع الحصول على تلك العلامات النهائية، وأخفق في دخول كلية من الثلاث المحددين لكل طُلاب مصر! بل والوطن العربي، هو شخص ممتاز أيضًا ولكن أثّرت عليه إحدى تلك العوامل التى تحدثنا عنها.

لا أحد يحبُ أن يكون فاشلاً، ولا الإخفاق كان هواية لأحدٍ في يوم من الأيام، حتى أقل الناس كفائة يحبون النجاح والتفوق والإجتياز والإنجاز، كُلنا نريد أن نصبح الأفضل؛ لذا لا يوجد يأس من رحمة الله، لا يليقُ بك الوقوف في مكانك، يليق بك مواصلة السير، يليق بك النهوض والبحث عما تُحبّه ودراسة أقرب الطرق الموصلة له، فلكلِ هدفٍ طريق، ولكل طريقة طبيعته من سهولة وصعوبة وطول وقِصَر.

وإن كنتَ لا تعلم الطريق الذي تريد أن تسلُكه!

فإنّي أرى ذلك مزية فيك لا عيب، فأنت الآن مُستعد للتفوق في أى مجال دون الندم على مجال كنتَ تُريده ولم توفّق إليه!.

يقول ربُنا جل وعلا: "لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم". ويقولُ أيضًا: "الذى أحسن كل شيء خلقه". ويقول: "صُنع الله الذى أتقن كل شيء". 


فأنتَ بحسب قول الله عز وجل فى القران الكريم -الذى يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه- مخلوقٌ فى أحسن صورة وبأتقن شيء، لأن صانعك هو رب كل الموجودات.


كيف السبيل؟

يكفيك شيئين فقط بعد الإستعانة بالله بالله وتأدية الفروض المكتوبة عليك، ما همّا الشيئين؟.

- أن تحدد هدف جديد، وأن تحلم بتحقيقه.
- أن تعرف أن الأحلام لن تتحقق بالآمال فقط، بل بالأعمال أيضاً.


لن أقول لك: قد يغتر المجتهد ويظن أنهُ نال مراده وبالتالى يتكاسّل وتضعُفُ همته وبالتالى ينحرد شيئاً فشيئاً ويسقُط، ولا أقول أنك ستُصبحُ مثل السهم يرجع للوراء لينطلق بقوة.


ولكن من خلال التاريخ وسير أعلام العلماء أقول لك: أن كثير جدًا من العلماء الذين كانوا ولا زالوا علامات على الطريق نهتدى بهم إلى الآن، قد بدأوا رحلتهم مع العلم بعد سن الـ٤٠ سنة. 


ستصبحُ ذا شأنٍ كبيرٍ -والله- لو بدأت الآن وآمنتَ بنفسك.


على غير عادتى أكتُبُ مقالات تبعث التفاؤل!  

وما ذلك إلا لشعوري بالمسؤولية وأن كلماتي إليكم فرضُ عليَّ قولها، خاصة وسط كل اللوم وتكسير الأجنحة والسخرية وو الخ الموجهة لكثيرٍ منكم بكل تأكيد. 


اغلق باب غرفتك على نفسك  اليوم، وحدد مكانك والمكان الذي تريد أن تكون فيه مستقبلاً واستعد .. فأنت على موعد مع جبرٍ من الله!  فلا تنسى الله من حساباتك. بالتوفيق.


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدولة الوطاسية (الوطاسيون) || تلخيص من كتاب: الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى لشهاب الدين السلاوي

تاريخ الدولة الطاهرية | أول الدويلات المستقلة في الدولة العباسية.

تاريخ الأسكندرية وحضارتها فى العصر الإسلامي حتى الفتح العثماني || تلخيص لكتاب الدكتور السيد عبدالعزيز سالم