وِسام على الإنسحاب | خالد بن الوليد -رضي الله عنه- | غزوة مؤتة.

هناك عدد من الأشياء تتبادر إلى الذهن بمجرد سماع اسم سيدنا خالد بن الوليد، فمثلاً أنه كان سببًا رئيسيًا في ضياع النصر من أيدي المسلمين فى غزوة أُحد! وكان لا يزال وقتها كافرًا فاستغلّ أن الرُماة المسلمين نزلوا من على الجبل لظنهم أن المسلمين قد انتصروا وان الحرب قد انتهت، وأن هذا وقت جمع الغنائم، فتسلل خالد للجبل وحوّل نصر المسلمين الى هزيمة.

كذلك يتبادرُ إلى الذهن عند سماع اسمه، أنه القائد الذي لم يُهزم في أي معركة سواء في فترة كفره أو فترة إسلامه.

لمّا اسلم سيّدنا خالد ولم يمضي على اسلامه سوى شهرين حارب فى غزوة مؤتة! وهي الغزوة التى مات فيها القادة الثلاثة المكلفين بقيادة جيش المسلمين تباعاً وأصبح جيش المسلمين وقتها بلا قائد، وبسرعة تقدّم سيدنا خالد وتولى قيادة المعركه وأحدث تغييراً في تكتيك الجيش وتحركاته، فأتى بمن فى الخلف وجعلهم في المقدمة وأتى بمن فى المقدمة وجعلهم فى الخلف، وقال للجنود أن يُحدِثوا جلبة وضجيج ويثيروا الغبار حولهم، ليظن جيش العدو أن مدداً جاء إلى جيش المسلمين وذلك عندما يرى من في مقدمة جيش العدو وجوه المقدمة الخاصة بجيش المسلمين الجدد، وبالتالى يتهزّوا ويخافوا وبالفعل هذا ما حصل.

واستطاع سيدنا خالد ان ينسحب من أرض المعركة بسبب تلك الخدعة .. وعند رجوعهم وعلم رسول الله بما حصل فى المعركة وما فعله خالد من تكتيك للإنسحاب سمّاه الرسول "سيف الله المسلول"!.

وهنا سأتحدث بالعامية المصرية للتعبير عما بداخلى كما هو..

عاوز اقف عند نقطه "سيف الله المسلول" اللقب العظيم دا والشهادة العظيمة دى من الرسول الكريم دا سيدنا خالد استحقها بسبب قدرته على "الانسحاب"!

اللى اكيد نفسيتهم تعبت مهو التلاته اللى كانوا ماسكين الجيش اتقتلوا فى الحرب ودا امر مش سهل على الجنود.

سيدنا خالد بن الوليد علشان قائد بجد عارف امتى يكمل و امتى يضحى وامتى يكون الانسحاب هو عين النصر.

لو تشوف سيرة سيدنا خالد و عظمة تاريخه هتستشعر حرفيّاً انه سيف بمعنى كلمة سيف .. سيف الله المسلول.

رضى الله عن سادتنا ابو بكر وعمر وعثمان وعلى وخالد وعن الصحابة اجمعين و عن التابعين ومن تبعهم الى يوم الدين.