LURDIANA - لورديانة ! || ظاهرة وليست حالة.
كُل مجتمع "بيجذب" نوعية اللي يتشهروا فيه، ودا بطريقة أسهل من السهولة، كُل اللى هتحتاجه هو إن المجتمع يسيبلهم الساحة، وميضيقش عليهم، ويستخدهم. كل اللي هتعوزه هو إنك (تقدّرهم).
في بغداد أيام الخلافة العباسية كان الخلفاء بيغدقوا العطايا على العُلماء فلوس ومناصب وكدا، وبيسهروا مع العلماء بجميع أنواع علمهم، ويستوردولهم الكتب، ويفتحولهم المدارس، ويوفرولهم الخامات والأوائل اللازمة.
في الأندلس ولما قامت الخلافة الأُموية فيها حبوا ينافسوا بغداد، فأنفقوا على العلم والعلماء أكتر، بنوا مدارس أكتر، عطوا العلماء وطلبة العلم مزايا أكتر.
ايه كانت النتيجة؟:
- العلماء هجموا من كل حضارات العالم على الحضارتين (بغداد وقرطبة) وطحنوا نفسهم علم، منهم اللى عاوز فلوس ومنهم اللى عاوز منصب، ومنهم اللى بيعمل كدا لله.
- أصبحت بغداد وقرطبة زي الشعاع اللى بينير العالم كُله، وبقا كل عالم مش متقدّر في بلدة يلم حاجته ويروح مكان من المكانين دول، وكُل طالب علم عاوز يتعلم حاجة، مش هيلاقي أحسن من المكانين دول، سواء كان بقا العالِم دا أو طالب العلم (يهود، مسيحيين، مسلمين) أيوة كل الديانات كانوا فب قصر الخلافة طالما الشخص عالِم.
- اصبح لدى الحضارتين صفوة الشعب وصفوة القادة، وبالتالى برعوا في كل المجالات، يعني في العسكرية كان عندهم أقوي الجيوش، والسياسية والإدارية عندهم أكمل الأنظمة، والطبية عندهم أشطر الأطباء وأشهر الوصفات وعلاج أخطر الأمراض، والهندسية والمعمارية عندهم أبنية من أفخم التصميمات.
- سادوا العالم، وخضعت لهم الأرض وعاشوا أجمل العصور وأزهاها.
كل دا ليه؟ ج/ قدّروا العلماء.
بس كدا؟ ج/ أيوة بس كدا.
العلماء اللى أقصدهم مش بس اللى ماسكين ورقة وقلم، ولا اللى معاهم دكتوراة ولا اللى مخترعين، كل واحد في مجاله عالِم.
الأُمة الإسلامية تحتاج عامل النظافة، والميكانيكي، والنجار، والحداد، والحلّاق، والسوّاق، والرسّام، والبنّاء، والغفير...الخ مفيش حاجة اسمها مهنة وحشة أو إن كلمة عالم تتقال ع فئة دون الأُخرى، كُلنا لنا لازمة. والتّرس ميتحركش إلا بينا كُلنا.
طيب إنت النهاردة مش عاجبك فيديو منتشر لراقاصة برازيلية بترقص في محل مصري. طيب هيا مش ذنبها انك بتقدّر الرقص، مهو زي م اللى قبلنا كانوا مغناطيس للعلماء واختاروا يكونوا جاذبين لهم. انت النهاردة اختارت تكون جاذب للرقاصات.
هيفاء مبقيتش هيفاء الا بسببك، صافيناز جات عندك واتشهرت، جوهرة جات عندك واتشهرت، وغيرهم.
لورديانة لو كانت قعدت ترقص في البرازيل ١٠٠ سنة مكانش هيشوفها ١٠٠ ألف واحد، لما جات رقصت النهاردة بس الفيديو جاب ٣ أو ٤ مليون مشاهدة، بُكرة الصبح هيبقى وصل ١٠٠ مليون مُشاهدة، بعد بُكرة السُبكي هيمضي معاها ١٠ أفلام، وتعاقدات مع فنادق وملاهي وحفلات وهتتحجز لمُدة سنة قُدام، خلصت كدا بقيت مليونيرة ف اسبوع.
اللى انت بتعمله النهاردة مع (لورديانة، محمد رمضان، حمو بيكا) اللي قبلنا عملوه مع (ابو حنيفة، وابن رُشد، وسيبويه وابن خلدون) دول طلعولنا العلوم دي كُلها، ودوكهم طلعولنا الأجيال اللى متعرفلهاش أساس ولا أصل دي.
وأخيرًا أنا مبقولش حاجة ولا بنقد حد، أنا بس بفسرلك اللي بيحصل، أصلي لاقيتك مستغرب!.
كتبه: محمد عبدالغفار بدر
تعليقات
إرسال تعليق