علامات على الطريق!

 

علامات على الطريق!


يسيرُ سائق الباص في الطريق الطويل ليلًا، لاحظ أحد الرُّكَّاب أن السائق قد فاته الطريق الذي كان من المفترض أن يدخُل منهُ، فنبَّههُ. قال الراكب للسائق: انتبه! اللافته تقول أنه يجب عليك أن تدخل من هذا الطريق!.


لم يسمع السائق كلام الراكب! شاهد السائق لافتة أُخرى بنفسه، فتجاهلها كِبرًا منه واغترارًا بما لديه من خبرة في الطرق والسفر.


فوجئ السائق والركاب بعد ساعات طويلة بأنهم قد أصبحوا في صحراء واسعة على حدود الدولة!
الطريق خاطئ، الوقود انتهى، الجو مُرعب، الماء والطعام محدودين للغاية! لا أحد يُغيثهم، لا أحد يستغيثون به أو يسمع صُراخهم!.
تحول الأمر من أشخاص عائدون من رحلة، لموتي لم يُعلن عن وفاتهم بعد!.


صاح الراكب في السائق: قلتُ لك أن اللافتة تقول كذا.


رد السائق متعجبًا: أكُل هذه الخسائر بسبب تجاهُلى لتلك اللافتة الصغيرة؟!! هل سنموت جميعًا من أجل تجاهُلي للافتة لا تبلغ قيمتها سوى بعض الجُنيهات!! هل ستفقد كُل عائلة فيكم فردًا بسبب هذا؟ أكُل أحلامكم سنتنهي بسبب تجاهُلي للافته حجمها بعض السنتيمترات؟!.


نعم!.


كل خسائرُنا بسبب تجاهلنا للعلامات! فلقد رأينا اللافتات، ونصَحَنَا من رأوها، ولكنَّا تكبّرنا، واغتررنا بعقولنا، وسفّهنا من اللافتات لصغرها، واحتججنا بأنّا نحن النموذج الفريد، وأننا شواذ القاعدة، وأن تجربتنا فريدة من نوعها.


كم خسرنا بسبب ذلك، وكم فاتنا من خير. فيا لفداحة الخسائر! ويالتفاهة العلامات!.


اللهم أرِنا العلامات واجعل لنا من أنفسنا علينا رقيبا، واصلح ما أفسدتهُ علينا قلوبنا وعقولنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدولة الوطاسية (الوطاسيون) || تلخيص من كتاب: الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى لشهاب الدين السلاوي

تاريخ الدولة الطاهرية | أول الدويلات المستقلة في الدولة العباسية.

تاريخ الأسكندرية وحضارتها فى العصر الإسلامي حتى الفتح العثماني || تلخيص لكتاب الدكتور السيد عبدالعزيز سالم