مقالات عن الدين الإسلامي ببساطة (٢)

 

تكلمتُ في المقال السابق عن الدين الإسلامي من حيثُ عالميته، وصلاحيته للتطبيق في كل زمان ومكان وذلك لما يتمتعُ به من تعدد في مصادر التشريع تعددًا متناغمًا.

في هذا المقال أتحدثُ عن خاصية أخرى من خصائص الدين الإسلامي وهي: أنه دين مصدره ''الله''.

● وقد يسألُ سائل، ما المزية في الميزة في ذلك؟

اجيبُك مباشرة وبدون مُقدمات تجعلُك تَمَلّ:
(١) كون الدين مصدره الله جل جلاله يجعله مرتفع عن نُقصان البشر، ويحميه من وجود ثغرات وخالياً من كل معاني النقص والجهل والظلم.


مثال:

◇ المساواة بين الناس، وانه لا فضل للعربي على الأعجمي الا بالتقوى، فلم نرى أن القران حرّم زواج السيدة البيضاء من الراجل الأسود. وذلك موجودٌ إلى الآن فى احدى الولايات المتحدة، ولكن في الإسلام كلنا قرأنا الآية التي يقول الله فيها: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وقرأنا الأحاديث صحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم التي تحثُ على العدل والمساواة فقرأنا مثلاً حديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، ورأينا الرسول ينادي في اهله يقول لهم: اتقوا الله، فإني لن أغني عنكم من الله شيئاً.... الخ الأحاديث.

(٢) كونه من عند الله يُكِسُبه قدر كبير جدًا من الهيبة والإحترام بخلاف القوانين الوضعية، التي تتعرض كثيراً جدًا للتعديل، والنقض والمخالفة وغيرها.


مثال:

◇ عندما حرّم الإسلام شرب الخمر قال كلمة واحدة فقط، قال: ''فاجتنبوه''. قال الله يامسلمين الخمر نجس فاجتنبوها، فما كان من المسلمين إلا أن خضعوا واستسلموا جميعاً للأمر الإلهي، الصادر من الذات الإلهية، لم تبقي قطرة خمر فى بيتٍ مسلم،  ويقال أن الشوارع كلها مُلئت خمر، فقد تخلص كل بيت من الخمر الذي فيه.
على الصعيد الآخر نعود إلى أمريكا مرة أخري، فعندما أرادوا أن يُحرّموا الخمر واحتاجوا أن يمهدوا الموضوع للناس عن طريق ( سينمات، المسارح، ونشرات، ودعايا، وكتب ... الخ)
وكانت الإحصائيات ٩٠٠ مليون صفحة كُتبوا من أجل إقناع الناس، ١٠ ملايين من أجل تنفيذ القانون.
ثم بعد كل تلك التمهيدات ظنوا أنهم جاهزون ومستعدون لإصدار القانون وبالفعل تم إصداره عام ١٩٣٠م.
وبعدها بثلاثة سنوات عندما  نظروا إلى النتائج التى حققوها ومدى استجابة الناس، فوجدوا نتائج صادمة للغاية!.
٢٠٠ قتيل
نصف مليون سجين
٤ ملايين  من الغرامات
مليار من الأموال المصارة
وفى النهاية تم الغاء القانون!.


إن خصائص الإسلام كثيرة، ومميزاته أكثر والحديث عنهما لا يسعنا أن نتناولهم في مقالٍ واحد، لذا نكتفي بهذا القدر تاركًا لك عزيزي القارئ المجال للبحث، فقد علمتَ محاور الكلام وعناصر البحث، ولديك الآن الكلمات المفتاحية، التى إن استخدمتها في البحث عن تفاصيلٍ أكثر ستجدُ بالتأكيد مايدعوك للفخر والإعتزاز بدينك، وإن كنت غير مُسلم فستجد ما يجعلك تعتنق ذلك الدين الإنساني.


وفي الختام أدعوا الله أن يجعلنا من الذين يقرأون القول فيتبعون أحسنه، وأن ينفعنا بما علمنا، وإلى اللقاء في مقالٍ آخر من سلسلة مقالات عن الدين الإسلامي ببساطة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدولة الوطاسية (الوطاسيون) || تلخيص من كتاب: الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى لشهاب الدين السلاوي

تاريخ الدولة الطاهرية | أول الدويلات المستقلة في الدولة العباسية.

تاريخ الأسكندرية وحضارتها فى العصر الإسلامي حتى الفتح العثماني || تلخيص لكتاب الدكتور السيد عبدالعزيز سالم