خطورة تهوين معنى الإرهاب!


 

كلما رأيتُ مشهدًا في أحدى المسلسلاتِ أو الأفلام التى تتناول موضوع الإرهاب والإرهابيين، ورأيتهم يقصرون معنى الإرهاب على شيءً محدد متجاهلين باقي النواحي شعرتُ بالخطر!.

يُصوّر لنا الإعلام بجميع وسائلة أن الإرهابي هو شخصُ كَشِّر فقط!، وتلك معلومة جديدة -خاطئة- توضع بجانب المعلومات اللى عرفناها قبل ذلك من الإعلام أيضًا وهي: أن الإرهابي يرتدي جلبابًا وملتحي!. ومن جملة المعلومات الجديدة أيضًا التي عرفناها من مسلسلات رمضان٢٠٢٠م هو أن الإرهابي يقول "الله المستعان" بصفة مستمرة!. بمعنى أنك عندما تسأله عن اسمه؟ يقول لك: بن لادن الله المستعان!.


لابُد من النظر إلى الموضوع بشكلٍ صحيح، وبعينِ ناقد، ونسألُ أنفسنا، ما الإنطباع الذي تتركة تلك الأعمال الفنية لدى الجمهور، وهل عندما تابع الشعب تلك الأعمال، استطاع العامة منهم أن يقفوا على معنى الإرهاب الحقيقي؟ أم أن المشاهد منهم قد حصّل مجموعة من المعلومات المغلوطة! التي تصب بالتأكيد في مصلحة الإرهاب، ولنسأل أنفُسنا: من المستفيد الأول من تلك المعلومات التى يتلقاها العامة؟ الإجابة: الإرهاب بالطبع هو المستفيد الأول، حيث أننا بتلك الأعمال نكون قد زدناه استتارًا على استتارِة.


إذًا فصفات الإرهابيين التي تنقل للشعب بواسطة التلفاز المصرى، تصُب مباشرة في مصلحة الإرهاب الحقيقي، وتقيّد معناه وتجعله محصور في العباءة والعبوس والألفاظ.

مع أن الإرهاب الحقيقي في الفِكر! 


أي أن الإرهابي هو شخصٌ يتناول كل شيء موجود "بفِكر كَشِر"، وينتج عن ذلك أن يخرج علينا ذلك الشخص بأفكار موقوتة. فقد يرتدي الإرهابي "الجينز" وقد يتحدث الإنجليزية، ويضحك باستمرار، في حين أن أفكاره ترتدي حزامًا ناسفًا.


مَثَلُهُ كمثل العلماني الذي يريدنا أن نبتعد عن الدين، ونمشّى في حياتنا بقوانين البشر رغم قصورهم الفكرى الذي لا ينكره عاقل، وأن نجرّب في نفسنا تلك القوانين! فلو مُتنا أو تقاتلنا أو ضاع الحق بيننا بسببها، فالحل أن يغيرها من يأتون بعدناّ وتستمر التجارب! فتلك أفكارٌ موقوتة. كذلك الملحد الذي "الطبيعة" إله، إلهٌ مجنونٌ غيرَ موثوقٍ فيه! ولا ندري ماذا يفعل بنا غدًا، فذاك إرهابٌ أيضًا. ثم النصراني الذي فتح كتابه فوجده مليء بالإباحية والتناقض وغيرها ومع ذلك قال: "هذا ليس من شاني" وتوقف عن التفكير.  والمسلم الذي جعل الحرام أصل التشريع؛ فأصبح كل شيء مُحَرّم سواء بنص شرعي أو على سبيل الإحتياط وسد الذرائع.  والشيعي الذي جعل النفاق والتقية شرع! فيُقابلك بوجة طلِق ومن خلفك يدبّرُ لك.


كل كُل هؤلاء "خلايا نائمة"، وكل  هؤلاء يخدمهم الإعلام بطريق غير مباشر، حيث إن الطريق المباشر هو عرض أفكارهم الحقيقية ونقدها بطريقة منطقية سواء ببرامج او مسلسلات أو إفساح المجال للفن الحقيقي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدولة الوطاسية (الوطاسيون) || تلخيص من كتاب: الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى لشهاب الدين السلاوي

تاريخ الدولة الطاهرية | أول الدويلات المستقلة في الدولة العباسية.

تاريخ الأسكندرية وحضارتها فى العصر الإسلامي حتى الفتح العثماني || تلخيص لكتاب الدكتور السيد عبدالعزيز سالم