الشغف الصحِّي || سلسلة "لك عزيزي الباحث" || (1)

إن الإنسان منذ وجوده مُحب للمعرفة، شغوف بها، فلا يستطيع أن يحيا وسط الأحداث والمعارف دون أن يُكوّنُ حولها أفكار، ويرسم لها معالم.

بسبب ذلك نشأت علاقة بين كُل باحِث وبحثِه، وتوالت الجهود حول تنظيم علاقة الباحث بالبحث خاصة، أو علاقة الإنسان مع المعرفة بشكل عام، فلا يتأثر البحث بسلوك الباحث ولا يتأثر الباحث بما يحويه بحثُه. في سبيل التوصل لمعرفة علمية صحيحة.


إن توفر القبطان والسفينة لا يكفي للإبحار، بل لا بُد من توفر الشغف الذي يجعل لدى القبطان رغبة في شق البحر.

ومن "الشغف الصحّي" للباحث أن تكون علاقته ببحثة علاقة علمية أكاديمية بحته، فلا تتبع لرغبات ولا ميل ولا هوى. بل قراءة ودراسة وتحليل وتعلُّم وسؤال وبحث.

ولقد كان موضوع بحثي: الدبلوماسية خلال العصر العباسي الثاني. فتعلمتُ -ولا أزال- من خلال حضور المناقشات العلمية التي لها علاقة بالدبلوماسة في المراكز والمحافل العليمة بمصر من خلال الذهاب للقاعات، وبخارج مصر عن طريق الدورات التدريبية، والمناقشات العلمية المعلنة عبر البرامج (عن بعد)، وبعد ذلك وقبله قراءة عشرات الكتب المتخصصة في هذا العلم. لأتمكن بعد ذلك من تحديد ما إن كان الحدث الحاصل في فترة بحثي له علاقة بالدبلوماسية أم لا، وهل كان الحاكم دبلوماسيًّا أم لا. وصور الدبلوماسية وأشكالها وغير ذلك.

وذلك المعنى المقصود عندما قال الكتاب في كلامهم عن الصفات التي يجب توافرها في الباحث وهو أن يكون (شغوفًا) ببحثه، وهي بالتأكيد مقصود بها الشغف الصحي.

(مرفق -على سبيل المثال- شهادة تفيد حصولي علي دورة العلاقات الدلية والدبلوماسية من منظمة العلوم الكندية. وكذلك دعوة حضور المؤتمر الدولي الأول في موضوع ذا صلة).

وفي ذلك كله إجابة عن كثير من الأسئلة مثل: كيف أبدأ؟ ماذا أكتُب؟ كيف أعرف أن هذا المصدر/المرجع مفيد لبحثي؟ لماذا لا أستطيع الجلوس والبحث والكتابة؟.

كلمتي السر هما: القراءة، والشغف.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدولة الوطاسية (الوطاسيون) || تلخيص من كتاب: الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى لشهاب الدين السلاوي

تاريخ الدولة الطاهرية | أول الدويلات المستقلة في الدولة العباسية.

تاريخ الأسكندرية وحضارتها فى العصر الإسلامي حتى الفتح العثماني || تلخيص لكتاب الدكتور السيد عبدالعزيز سالم