المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2021

علامات على الطريق!

صورة
  يسيرُ سائق الباص في الطريق الطويل ليلًا، لاحظ أحد الرُّكَّاب أن السائق قد فاته الطريق الذي كان من المفترض أن يدخُل منهُ، فنبَّههُ. قال الراكب للسائق: انتبه! اللافته تقول أنه يجب عليك أن تدخل من هذا الطريق!. لم يسمع السائق كلام الراكب! شاهد السائق لافتة أُخرى بنفسه، فتجاهلها كِبرًا منه واغترارًا بما لديه من خبرة في الطرق والسفر. فوجئ السائق والركاب بعد ساعات طويلة بأنهم قد أصبحوا في صحراء واسعة على حدود الدولة! الطريق خاطئ، الوقود انتهى، الجو مُرعب، الماء والطعام محدودين للغاية! لا أحد يُغيثهم، لا أحد يستغيثون به أو يسمع صُراخهم!. تحول الأمر من أشخاص عائدون من رحلة، لموتي لم يُعلن عن وفاتهم بعد!. صاح الراكب في السائق: قلتُ لك أن اللافتة تقول كذا. رد السائق متعجبًا: أكُل هذه الخسائر بسبب تجاهُلى لتلك اللافتة الصغيرة؟!! هل سنموت جميعًا من أجل تجاهُلي للافتة لا تبلغ قيمتها سوى بعض الجُنيهات!! هل ستفقد كُل عائلة فيكم فردًا بسبب هذا؟ أكُل أحلامكم سنتنهي بسبب تجاهُلي للافته حجمها بعض السنتيمترات؟!. نعم!. كل خسائرُنا بسبب تجاهلنا للعلامات! فلقد رأينا اللافتات، ونصَحَنَا من رأوها، ول...

الله الطبيب || نظرة مُختلفة

صورة
يقول الله جل جلاله في الحديث القدسي: "... أهل ذكري أهل مجالستي، من أراد أن يُجالسني فليذكرني. أهل طاعتي أهل محبتي. وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا إليّ فأنا حبيبهم، وإن أبَوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهّرهم من المعايب، من أتاني منهم تائباً تلقّيته من بعيد، ومن أعرض عني ناديته من قريب، أقول له: أين تذهب؟ ألك رب سواي!". الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. اللهم افتح بيني وبين قومي بالحق وأنت خير الفاتحين، اللهم اشرح صدري، ويسِّر أمري، واحلل عقدة من لساني. إنه من المُسَلَّم به لدينا كبشر عامة، وكمسلمين خاصة، أن الله الخالق هو المستحق للعبادة، هو القوي، هو المتين، له الخلق وله الأمر، ينفِّذ مشيئته على سبيل الإجبار في كل المخلوقات. ولكن... مَن مِنَّا ينظُرُ إليه نظرة المريض للطبيب؟! مَن يحتاجه احتياج السقيم للدواء؟!. لقد نظرنا إلى الله من جانبٍ ضيِّق، وقع بصرُنا على بعض أسمائه واعتقدناها الكُل! سمعنا عنه أكثر مما سمعنا منه! جعلنا بيننا وبينه وسطاء كان من مصلحتهم أن يدخلوا ...

بِعتَ ماذا؟ بكَمٌ || ذهب فالصو!.

صورة
الحمدلله رب العالمين خيرُ من ابتُدِأ بإسمِه، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فموضوعنا اليوم في غاية الخطورة!، حيثُ يعرِضُ القيمة الحقيقية للأشياءِ من حولِنا. القيمة التي غابت عن الجميع بفِعل اللهو والغفلة وعدم الإكتراث يسبقهم اجتهادُ الشيطانِ وحزبُه. ذهبت امرأة حسناء للصائغ (بائع الذهب) وألقت نظرة على ما عِنده من مُجوهرات ثمينة، ثم خرجت من عنده وفي عينيها حسرة بسبب عدم امتلاكها النقود التي تشتري بها هذه المجوهرات. ثم ذهبت له في اليوم التالي وأخذت تنظر ويلمعُ في عينيها الغالي والنفيس من هذه المُجوهرات، وبعد ذلك خرجت تجر أذيال الخيبة. كررت المرأة هذه العملية مِرارًا حتى لاحظها الصائغ. تكلم معها مرةً تلو المرَّة، امتد الحديث بينهما، صاروا اصحاب، وفي مرة من المرات، عرض عليها عرضًا، وهو أن يزني بها مُقابِل أن تختار من الذهب ما تشاء وتأخذه لها!!. -انظروا إلي الأشياء كلها، كيف تحولت من معاني إلى بضائع، فالصائغ اصبح مُشتري، والشرف أصبح سلعة لها ثمن، والبائع أصبحت إمرأة-. فكرت المرأة كثيرًا، وعاونها على تفكيرها الشيطان. (الذهب غالي - الزنا مرة واحدة فقط - ...

فرد Vs جيش!

صورة
لطالما لعِب "الفرد الواحد" دورًا بارزًا في أحداث التاريخ عامة، وأحداث التاريخ الإسلامي خاصة؛ ذلك أن الإسلام هو دينٌ يؤمن بالفرد، ويهتم بالواحد، ويُعزز قيمة الإنسان، فانضم له كُل صاحب نفسٍ عزيزة، وآمن به كُل من له امكانيات فريدة تحتاج لمن يُقدرها ويُنمِّيها. سمى المسلمون بإسلامهم على نفوسهم، وقدَّروا قيمة ما هُم فيه واستطاعوا بحساباتهم المنطقية أن يُقدموا أنفسهم فداء لهذا الدين، وأن يجودوا بكُل من يملكون فداًا له، وأن يُجازفوا بكُل عزيز لنصرته ورفعته. بطُلُنا اليوم استطاع بمُفرده الدخول في جيش الفُرس، واقتحام أحصن مناطقه وأشدَّها تأمينًا وهي (خيمة القائد) فهدمها، وهرب، وتبعه أشجع ثلاثة فرسان من جيش العدو، فقتل اثنان وأسر الثالث!. كان طُليحة بن خُويلد الأسدي في مهمة استخباراتية، لإستطلاع جيش العدو، كلفه بهذه المُهمة القائد سعد بن أبي وقاص ، وأرسل معه ستة من الجنود الأكِفَّاء، وكانت المهمة هي جمع الأخبار ومعرفة المُهم من المعلومات، وأسْر رجل من جيش العدو والقدوم به لجيش المسلمين لمعرفة معلومات أكثر منه. خرج السبعة في تنفيذ تلك المُهمة المُستحيلة، وإذا بهم يتفاجئون بجيش الفُرس أ...

المسكُوتُ عنهُ قصدًا !.

صورة
المسكُوتُ عنهُ قصدًا !. مساءٌ الخير.. في  هذا المقال ستجدُ معلومة مصحوبة بحكاية وملحوظة مصحوبة بفائدتين، وتوصية من جملة واحدة! فتابع... في  سنة ٢٠١٣م التحقتُ بكلية الدعوة الإسلامية -مع أنها لم تكن في الخطة ولا الحُسبان نهائيًا-، إلا إنني أحببتُها لأسبابٍ عديدة من ضمنها دراسة الأديان،  في السنة الأولى واإن الأزهر  يُدَرّس بخطة ومنهج علمي سليم، بدأنا بكتاب للأستاذ الدكتور عبدالله بركات اسُمُه (مدخل لدراسة الأديان) وبالتأكيد كان هناك كتب أخرى في نفس المادة لعلماء آخرين. ولأننا وقتها كنا حديثي عهد بالعلم والدراسة -حيث أن المرحلة الثانوية اختلفت تمامًا عن المرحلة الجامعية، خاصة بالنسبة إليّ-، ذهب كلُ واحدٍ منّا -كطلاب في العام الأول بكلية الدعوة- إلى مصدرٍ أو مرجعٍ يتحسس فيه شبهة من الشبهات بهدف محاورة المسيحيين، والدخول على مجموعاتهم ومدوناتهم لنقاشهم، وأنهكنا نفسنا في جدال المسيحيين سواء أصدقائنا أو من ذهبنا لهم في مدوناتهم وصفحاتهم، وكلُ واحدٍ فينا وضعَ صورة الشيخ أحمد ديدات على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي متخذين منه القدوة ومتمنيين أن نكون مثله فى يوم من...

خطورة تهوين معنى الإرهاب!

صورة
  كلما رأيتُ مشهدًا في أحدى المسلسلاتِ أو الأفلام التى تتناول موضوع الإرهاب والإرهابيين، ورأيتهم يقصرون معنى الإرهاب على شيءً محدد متجاهلين باقي النواحي شعرتُ بالخطر!. يُصوّر لنا الإعلام بجميع وسائلة أن الإرهابي هو شخصُ كَشِّر فقط!، وتلك  معلومة جديدة -خاطئة- توضع بجانب المعلومات اللى عرفناها قبل ذلك من الإعلام أيضًا وهي: أن الإرهابي يرتدي جلبابًا وملتحي!.  ومن جملة المعلومات الجديدة أيضًا التي عرفناها من مسلسلات رمضان٢٠٢٠م هو أن الإرهابي يقول "الله المستعان" بصفة مستمرة!.  بمعنى أنك عندما تسأله عن اسمه؟ يقول لك: بن لادن الله المستعان!. لابُد من النظر إلى الموضوع بشكلٍ صحيح، وبعينِ ناقد، ونسألُ أنفسنا، ما الإنطباع الذي تتركة تلك الأعمال الفنية لدى الجمهور، وهل عندما تابع الشعب تلك الأعمال، استطاع العامة منهم أن يقفوا على معنى الإرهاب الحقيقي؟ أم أن المشاهد منهم قد حصّل مجموعة من المعلومات المغلوطة! التي تصب بالتأكيد في مصلحة الإرهاب، ولنسأل أنفُسنا: من المستفيد الأول من تلك المعلومات التى يتلقاها العامة؟ الإجابة: الإرهاب بالطبع هو المستفيد الأول، حيث أننا بتلك الأعما...

مقالات عن الدين الإسلامي ببساطة (4)

صورة
الحمدلله رب العالمين، يارب.. اغفر لنا ذنوبنا، واسرافنا في أمرنا، وكفر عنا سيئاتنا، وثبّت على الحق أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين. يارب.. اغفر لأولنا وآخرنا، وحاضرنا وغائبنا، وكل من له حقٌ علينا، وكل من علمنا حرفاً من كتابك. يارب.. اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم يارب والأموات، انك سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدعوات. اخوتي في الله، بعد غياب ليس بالطويل، عُدنا لنُكمل ما بدأناه من حديث عن الإسلام وخصائصه ومميزاته، مراعيين في ذلك تبسيط المعانى وتيسير المفاهيم فيصل مقصدنا لكل الطبقات بسهولة، وقد أسميتُها بسلسلة "مقالات عن الدين الإسلامي ببساطة". تحدثتُ في  المقال الأول  منها عن "عالمية الدين". وفي  المقال الثاني  عن "المُشرّع" وهو الله تعالى، والميزة في ذلك والخطورة التي تفاداها الدين الإسلامي بذلك. وفي  المقال الثالث  عن "تناغم الدين الإسلامي مع الفطرة الإنسانية" وأمثلة ذلك التناغم.  واليوم نحنُ على موعدٍ مع المقال الرابع، والذي سأتحدثُ فيه عن احترام المُشرّع والتشريع لنصفين يتكون منهما أى إنسان وهما (الفطرة و العقل). إن أى إنس...

مقالات عن الدين الإسلامي ببساطة (3)

صورة
  الحمدلله وكفى، وصلاة وسلامًا على عبادة الذين اصطفى، أعزّائي القُرّاء: كيف حالكم اليوم؟ أسألُ الله أن تكونوا بخير حال. نحن اليوم على موعدٍ مع المقال الثالث من سلسلة مقالات خصصتُها للحديث عن الدين الإسلامي من وجهة نظري المدعومة -بالطبع- بالمنهج العلمي السليم فى البحث، فلا أقول أن كلامي بجديد ولا أقول أنى صاحب ابتكار، ولكن أقول: إنني صاحب نظرة مختلفة للأشياء، قد أُصيب وهذا أملى وقد أُخطىء وهذه طبيعة الإنسان، ولكن في كل الأحوال، متمسّك بإختلافي، أُصححُ ما يتم مراجعتى فيه من أهل التخصص -دون حجر- وأُعيد بناء أفكاري بذات النظرة المختلفة. وبعدُ فقد تحدثنا في  المقال الأول  عن مصادر التشريع الإسلامي وكيف ضمِنت تلك المصادر للإسلامِ استمراريته، وفي  المقال الثاني  تكلمتُ في مزيَة كون التشريعات مصدرها الله جل وعلا، وكيف بتلك المزية يكونُ الإنسان متمتعًا بحرية تفوق كل معانى الحريات، فتكليفاته من رب العالمين، وعبادته للإله العزيز الحكيم، فلا يخضعُ لشخص، ولا تتحكم فية مؤسسة، ولا يتوسّط بينه وبين خالقه أحد. واليوم قد اخترتُ لكم مقالاً عن ذات الموضوع اتحدّثُ فيه عن مراعاة هذا ...

مقالات عن الدين الإسلامي ببساطة (٢)

صورة
  تكلمتُ في المقال السابق عن الدين الإسلامي من حيثُ عالميته، وصلاحيته للتطبيق في كل زمان ومكان وذلك لما يتمتعُ به من تعدد في مصادر التشريع تعددًا متناغمًا. في هذا المقال أتحدثُ عن خاصية أخرى من خصائص الدين الإسلامي وهي: أنه دين مصدره ''الله''. ● وقد يسألُ سائل، ما المزية في الميزة في ذلك؟ اجيبُك مباشرة وبدون مُقدمات تجعلُك تَمَلّ: (١) كون الدين مصدره الله جل جلاله يجعله مرتفع عن نُقصان البشر، ويحميه من وجود ثغرات وخالياً من كل معاني النقص والجهل والظلم. مثال: ◇ المساواة بين الناس، وانه لا فضل للعربي على الأعجمي الا بالتقوى، فلم نرى أن القران حرّم زواج السيدة البيضاء من الراجل الأسود. وذلك موجودٌ إلى الآن فى احدى الولايات المتحدة، ولكن في الإسلام كلنا قرأنا الآية التي يقول الله فيها: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وقرأنا الأحاديث صحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم التي تحثُ على العدل والمساواة فقرأنا مثلاً حديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، ورأينا الرسول ينادي في اهله يقول لهم: اتقوا الله، فإني لن أغني عنكم ...

مقالات عن الدين الإسلامي ببساطة (١)

صورة
  من خصائص الدين الإسلامي ومميزاته اللى تجعلنا نفتخر به وبالإنتماء إليه، هو إنه دينٌ صالحٌ لكل وقت وزمان ومكان، أي كما يُقال فب الكتب الشرعية أن الإسلام ''دعوة عالمية''، لم تنزل في قومٍ بعينهم ولا في خاصة لبلدٍ بعينها، ولا كانت مقيدة بوقتٍ معين. إذًا فكيف حصل ذلك وكيف حقق الإسلام تلك المعادلة الصعبة؟!. فالقرآن والسنة ''وحى''، والوحى انتهى مع موت الرسول صلى الله عليه وسلم، مع أن أفعال الناس والاحداث لم تنتهي بعد، فلما كان الناسُ على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذون دينهم من القرآن وكلام الرسول وأفعاله وتقريراته، فالآن وبعد مئات السنوات من أين يأخذ الناس الذين هم بالتأكيد جاؤوا بأفعالٍ جديدة لم تكن على عهد الرسول، ولم يقُل فيها القرآنُ حكماً، ويظهر لنا سؤال:  ''كيف نحكم على أحداث متجددة ومستمرة بقانون بدأ وانتهى؟''. سؤال منطقى جدا ❤️ نقول في بداية الإجابة على ذلك السؤال: أن كل فعل أو قول للإنسان له حكم فى الشرع!. وأن السؤال المطروح هو ناتج عن ضعف علم السائل بمعنى التشريع الإسلامي ومصادره. فى الدين الإسلامي الحنيف أربعة مصادر للتشريع، أي...